كيف نتوب - (6)  أن تأخذ من نفسك الراحة وتنزل بها التعب ونقصان المباح

منذ 2019-08-22

إن نفسك تعمل .. فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .. أتعبها في قيام الليل .. نم ساعتين فقط .. بعدها توجه للعمل .. عندها لن تجد القوة لتعصي الله.

إن نفسك تعمل .. فإن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .. أتعبها في قيام الليل .. نم ساعتين فقط .. بعدها توجه للعمل .. عندها لن تجد القوة لتعصي الله.
 

حتى إذا كنت طالبا .. إنك تستطيع القيام أولا بواجب الاستذكار .. ثم تستعين بالله وتقوم الليل. ثم نم ساعتين. واستعن بالله تمضي الى الامتحان نشيطا.

لا تخطئ الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون .. أن تتعلق قلوبهم بما حصلوا من المواد العلمية فقط .. وينسون أن التوفيق من الله وحده .. إن الذي يعلّم ويذكّر هو الله سبحانه وتعالى فيتعلق قلبك به .. هو الفتاح العليم .. فهو الذي قد يفتح عليك هذه الاجابة أو يخذلك .. هذا مع ضرورة الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله ..
أنك إذا أتعبت جوارحك في طاعة الله عز وجل أتعب الله الكائنات في خدمتك .. إن مشكلة قومنا أنّهم لو يجربوا التعب لله .. لقد جربوا التعب في الدنيا .. ولم يجربوا التعب لله .. لقد جربوا التعب في الدنيا .. ولم يحصلوا شيئا .. ورغم ذلك لم يكفوا عن مواصلة التعب فيها .. تعبوا كثيرا للزوجات .. للأبناء .. للنفس .. للهوى .. ولكل ما عدا الله سبحانه وتعالى .. فلنجرّب الآن نوعا جديدا من التعب .. التعب لله عز وجل .. قال بعضهم حين سئل: ماذا تشتهي .. قال: إني لأشتهي أن أقوم في الصلاة حتى يشتكي صلبي .. وقيل لبعضهم: ماذا تشتهي ..؟ قال: أشتهي أن أقوم حتى لا أقدر أن أقوم .. أود أن أقف في الصلاة حتى لا أستطيع القيام .. أريد أن أسجد حتى تتقطع أنفاسي .. أريد أن أركع لله حتى تشكو عضلاتي .. أريد أن أصوم لله حتى لأشرف على الهلاك من الجوع.
 

إن التعب غير مقصود لذاته وإنما المقصود إذلال النفس لله .. إنكسارها له .. أما إذا أعطيت نفسك مطلوبها بدون عناء .. فستقودك الى الكفر بنعم الله .. ستقودك الى جهنم .. ومن سقط في المعاصي يحدثك: يقول أن نفسه قالت له: ابدأ بسيجارة .. ثم بعد أن سقط في هوّة التدخين قالت له: ألا تجرب المخدرات .. ثم الخمر .. ثم دفعته الى الوقوع في الفواحش .. زنا .. لواط .. إلخ .. حتى يصل إلى عبادة الشيطان .. ويقع في الكفر عياذا بالله من الخذلان.

إن الحل هنا أن تقف مع أول خاطر .. فإذا قالت لك نفسك: النوم .. فقل لها سنقوم الليل .. وإذا طالبت بالطعام .. فقل: سنقرأ القرآن .. فإذا أرادت الخروج للقاء الأصدقاء فقل لها أين الاعتكاف ..؟

خالف نفسك .. حتى تفوز برضى الله ..

إن كل ما سبق بدايات ولكن إذا ألفت نفسك الطاعة .. أنفت المعصية .. وإذا أدمنت حب الله والانقياد لأوامره تركت الذنوب .. وسهل عليها الأمر .. ومن يتصبر يصبره الله .. والله المستعان.

محمد حسين يعقوب

داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات

المقال السابق
(3) عزل النفس عن مواطن المعصية
المقال التالي
(7)  ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة