السيرة النبوية - (6) الدعوة في مرحلتها السرية

منذ 2019-08-27

مرت الدعوة الإسلامية في مكه المكرمة بثلاث مراحل، وكانت هذه المراحل امتثالا لأوامر، وبناء على ما نزل به القرآن الكريم...

مرت الدعوة الإسلامية في مكه المكرمة بثلاث مراحل: 

_مرحلة الدعوة السرية التي آمن فيها عدد من أقرب المقربين إلى الرسول.

_مرحلة الدوة في نطاق الأهل، العشيرة، الأقربين.

_مرحلة الجهر والاعلان العام.


وكانت هذه المراحل امتثالا لأوامر، وبناء على ما نزل به القرآن الكريم، وهناك من آمن بالدعوة والتزم أوامر الله وسنتة نبيه، فصار مؤمنا،

وهناك من صدَّق بالنبي ولم يكذِّبه ولاكن نكص عن اتباعه، وظل على عقيدة آبائه، فليس بمؤمن ولا مسلم، ومنهم بعض أقارب النبي، وعدد من الحكام وأهل الكتاب.


وكان أول من أسلم على الإطلاق من الرجال والنساء جميعا "خديجة" (زوجته) رضى الله عنها، فق صدقت بالنبي وأعانته بنفسها ومالها، وحسن رأيها ولم يبد منها تردد|، وكانت تثًّبت النبي في مواطن الشدة وتهون عليه أمر الناس، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن ابشر خديجة ببيت من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».


وكان ثاني المسلمين في رواية بن هشام "علي بن أبي طالب" ، ومن نعمة الله عليه أنه كان في حجر رسول الله قبل البعثة، وسبب ذلك أن قريشا أصابتهم ازمة شديدة، وكان أبو طالب كثير العيال، 
فاقترح النبي على عمه العباس، وكان موسراً، أن يتولى كل منهما الإنفاق على أحد بنيه، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه، وأخ العباس جعفرا فضمه إليه، فلم يزل علياً مع رسول الله حتى بعثه الله تعالى، وكان علي في العاشره من عمره علي أرجح الروايات، وكان أصغر ولد أبي طالب وهم : طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي، وقدأسلمو جميعا عدا طالباً.

وكان الثالث في الإسلام "زيد بن حارثه" بن شراحبيل الكلبي، مولى رسول الله، كان أو ذكر أسلم وصلى بعد علي بن أبي طالب، وكان قد أختطفه بعض العرب من ديار قومه باليمن وهو صغير، وباعوه رقيقا في سوق عكاظ، فاشتراه حكيم بن حزام بن خويلد، ووهبه لعمته خديجة، فرآه رسول الله عندها، فاستوهبها اياه، ثماعتقه وتبناه، وكان يسمى زيد بن محمد حتى أبطل الإسلام التبني، وكان ابوه حارثه يبحث عنه وقدم عليه وهو عند رسول الله قبل البعثه،
ولاكن زيداً أختار الإقامة مع رسول الله، حتى بعثه الله فآمن به وصلى معه.



ولا خلاف أن أول من أسلم من الرجال الأحرار هو "الصديق أبو بكر"، كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه الرسول عبد الله، وأسم ابيه أبو قحافة عثمان بن عامر من بني تيم القرشي، يلتقي نسبه مع الرسول عند الجد السادس.

ولقب بالصديق لتصديقه رسول الله في كل ما جاء به، وبخاصة في خبر الأسراء، وهو أحب الناس الي رسول الله، بعد عائشة فقد سئل رسول الله من أحب الناس اليك؟ قال «عائشة» ، ومن الرجال قال: «أبوها».
وكان أبو بكر أصغر سنا من رسول الله بسنتين؛ لانه ولج بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، كان رجلا تاجراً ودوداً، وكان عالما بأنساب العرب، واعلم قريش بها، وكان ذا خلف ومعروف، وكان رجال قومه يأتون إليه، يألفونه لعلمه وتجارته وحسن معاشرته. 

ويقول النبي: «ما دعوت أحد إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر، ما عكم منه حين ذكرته ولا تردد فيه»

وتقول عائشة فلما فرغ رسول الله من كلامه أسلم أبو بكر فانطلق عنه رسول الله وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر.
وصار أبو بكر منذ اليوم الأول لإسلامه داعية إلي الإسلام، وساعده على ذلك ثقة الناس فيه، والتفاف الفضلاء من حوله، ومضى إلى (عثمان بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام) فأسلموا.
ثم جاء الغد بـ( عثمان بن مظعون، وأبي عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم) فأسلموا أجمعين. 
وكان طلحه بن عبيد الله عائدا من سوق بٌصري الشام بعد أن سمع بشارة راهب بمبعث نبي في مكة المكرمة، فعاد يسأل عنه صديقه أبا بكر فقدم به الى النبي فأسلم.
وجاهد أبو بكر بماله ونفسه في سبيل الدعوة، فاشتري سبعة من العبيد الذين كانوا يعذبون في سبيل الله وأعتقهم وهم
( بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وزنيرة الرومية جارية أبي جهل، أم عبيس، والجارية الهندية وأبنتها، وجارية بني عمرو بن المؤمل)، وكان أبو بكر يمتلك أربعين ألف درهم في مستهل الدعوة، فصارت خمسة آلاف عند الهجرة، ثم أنفقها هي الأخرى في سبيل الله.

وكانت قريش تسمع بالدعوة ولا تسمح لأحد أن يجهر بإسلامه أو يصلي صلاة، أو يقرأ قرآن في المسجد الحرام، فكان على المسلمين أن يصبرو ويصابروا، وان تبقى دعتهم داخل صدورهم، وخلف جدرانهم، حتى يأذن الله لهم، وتتهيأ لهم أسباب القوة الكافية، وقد اتخذوا هذه المرحلة "دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي" وكنيته أبو عبد الله ، وهو من السابقين الأولين.
وكانت دار الأرقم عند الصفا وكانت تسمى "دار الإسلام" وفيها كان الرسول يدعوا الناس الى الإسلام، ويجتمع بأصحابه، ويعلمهم الدين والقرآن، وقد شهدت هذه الدار إسلام "عمر بن الخطاب" ولم يخرج المسلمون منها إلى مرحلة العلن إلا بعد أن اكتمل عددهم أربعين رجلا بإسلام "حمزة بن عبد المطلب"وعمر بن الخطاب" رضى الله عنهما.

وفي مرحلة الدعوة السريه أسلم عدد من أعلام الإسلام ومشاهير الصحابة منهم "حمزة بن عبد المطلب، وأبو ذر الغفاري، وضماد الأزدي، وسعيد بن زيد، وامرأته فاطمة بن الخطاب، وأسماء بنت أبي بكر، وخباب بن الأرت، وعبدالله بن مسعود، وجعفر بن أبي طالب، وأسماء بنت عميس، وعمار بن ياسر، وصهيب بن سنان الرومي، وغيرهم......
ثم دخل الناس في الإسلام إرسالا من الرجال والنساء، حتى فشا الأمر وصار حديث الناس.

وكان أصحاب رسول الله إذا ارادوا الصلاة استخفوا من قومهم واتجهوا الى شعاب مكة، وكان بعض المشركين يلاحقونهم ويعيبون عليهمما يصنعون، واضطر سعد بن أبي وقاص أن يضرب أحدهم بقطعة من العظم، 
قيل: إنه عبدالله بن خطل، فشجه، فكان أول دم في الإسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف: أ.د. هاشم عبد الراضي
تلخيصات:  فريق عمل إسلام واي 

Editorial notes: نطاق
المقال السابق
(5) نزول الوحي
المقال التالي
(7) مرحلة المواجهة والجهر بالدعوة