أبو بكر الصديق - (49) صورة مشرقة من آداب الجهاد في الإسلام

منذ 2019-09-20

ومن فوائد قصة بعث أبي بكر رضى الله عنه لجيش أسامة أنها تقدم لنا صورة مشرقة للجهاد الإسلامي، وقد تجلت تلك الصورة في وصية أبي بكر الصديق لجيش أسامة عند توديعه إياهم.

ومن فوائد قصة بعث أبي بكر رضى الله عنه لجيش أسامة أنها تقدم لنا صورة مشرقة للجهاد الإسلامي، وقد تجلت تلك الصورة في وصية أبي بكر الصديق لجيش أسامة عند توديعه إياهم، ولم يكن أبو بكر الصديق رضى الله عنه في وصاياه للجيوش إلا مستنا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان عليه الصلاة والسلام يوصي الأمراء والجيوش عند توديعهم،

ومن خلال فقرات الوصية التي جاءت في البحث تظهر الغاية من حروب المسلمين فهي دعوة إلى الإسلام، فإذا ما رأت الشعوب جيشاً يلتزم بهذه الوصايا لا تملك إلا الدخول في دين الله طواعية واختيارًا:

أ- إنها ترى جيشا لا يخون، بل يصون الأمانة ويفي بالعهد ولا يسرق مال الناس أو يستولي عليه دون حق.

ب- ترى جيشا لا يمثل بالآدميين؛ بل هو يحسن القتل كما يحسن العفو، يحترم الطفل ويرحمه، ويبرّ الشيخ الكبير ويكرمه، ويصون المرأة ويحفظها.

ج- ترى جيشا لا يبدد ثروة البلاد المفتوحة، بل تراه يحفظ النخيل ولا يحرقه، ولا يقطع شجرة مثمرة، ولا يدمر المزروعات أو يخرب الحقول.

د- وإذا ما حافظ على الثروة الآدمية فلم يغدر ولم يخن ولم يغل ولم يمثل بقتيل ولم يقتل طفلاً ولا شيخا كبيرا ولا امرأة، وحافظ على الثروة الزراعية فلم يعقر نخلاً أو يقطع شجرة مثمرة، فهو يحافظ في نفس الوقت على الثروة الحيوانية فلا يذبح شاة أو بقرة أو بعيرًا إلا للأكل فقط، فهل تحافظ الجيوش المشركة على واحد من هذه الأشياء، أم أنها تحول البلاد التي تحاربها إلى خراب ودمار؟

والمثال قائم في العدوان الشيوعي الملحد على أفغانستان، وفي البوسنة من قبل الصرب وكذلك كوسوفا، وفي كشمير من قبل الهند على المسلمين، وفي الشيشان، وفي فلسطين من قبل اليهود، ألا ما أعظم الفرق بين هداية الله وضلال الملحدين.

هـ- وهو جيش يحترم العقائد والأديان السابقة عليه، فيحافظ على العباد في صوامعهم ولا يتعرض لهم بأذى... وتلك دعوة عملية تدل على سماحة الإسلام وعدالته، أما من يعيثون في الأرض فسادًا ويحاربون الحق فجزاؤهم القتل ليكونوا عبرة لغيرهم.

وما جاء في وصية الصديق رضى الله عنه لم يكن كلمات قيلت بل طبقها المسلمون في عصره وبعده وسنرى ذلك بإذن الله في فتوحاته رضى الله عنه.


 

المقال السابق
(48) جعل الدعوة مقرونة بالعمل
المقال التالي
(50) أثر جيش أسامة على هيبة الدولة الإسلامية