أبو بكر الصديق - (50) أثر جيش أسامة على هيبة الدولة الإسلامية
عاد جيش أسامة ظافرا غانما بعدما أرهب الروم حتى قال لهم هرقل وهو بحمص بعدما جمع بطارقته: هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوا مني!!
عاد جيش أسامة ظافرا غانما بعدما أرهب الروم حتى قال لهم هرقل وهو بحمص بعدما جمع بطارقته: هذا الذي حذرتكم فأبيتم أن تقبلوا مني!!
قد صارت العرب تأتي مسيرة شهر فتغير عليكم، ثم تخرج من ساعتها ولم تكْلَمْ. قال أخوه «يناف»: فابعث رباطا (جندا مرابطين) تكون بالبلقاء، فبعث رباطا واستعمل عليهم رجلاً من أصحابه، فلم يزل مقيما حتى تقدمت البعوث إلى الشام في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم تعجب الروم بأجمعهم وقالوا: ما بال هؤلاء يموت صاحبهم ثم أغاروا على أرضنا؟.
وأصاب القبائل العربية في الشمال الرعب والفزع من سطوة الدولة، وعندما بلغ جيش أسامة الظافر إلى المدينة تلقاه أبو بكر وكان قد خرج في جماعة من كبار المهاجرين والأنصار للقائه، وكلهم خرج وتهلل، وتلقاه أهل المدينة بالإعجاب والسرور والتقدير، ودخل أسامة المدينة وقصد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى لله شكرًا على ما أنعم به عليه وعلى المسلمين،
وكان لهذه الغزوة أثر في حياة المسلمين وفي حياة العرب الذين فكروا في الثورة عليهم، وفي حياة الروم الذين تمتد بلادهم على حدودهم، فقد فعل هذا الجيش بسمعته ما لم يفعله بقوته وعدده، فأحجم من المرتدين من أقدم، وتفرق من اجتمع، وهادن المسلمين من أوشك أن ينقلب عليهم، وصنعت الهيبة صنيعها قبل أن يصنع الرجال، وقبل أن يصنع السلاح.
حقا، لقد كان إرسال هذا الجيش نعمة على المسلمين، إذ أمست جبهة الردة في الشمال أضعف الجبهات، ولعل من آثار هذا أن هذه الجبهة في وقت الفتوحات كان كسرها أهون على المسلمين من كسر جبهة العدو في العراق، كل ذلك يؤكد أن أبا بكر رضى الله عنه كان في الأزمات من بين جميع الباحثين عن الحل أثقبهم نظرًا وأعمقهم فهما.
- التصنيف:
- المصدر: