من الدرر البازية: وصايا ونصائح
* الوصية بكتب العلم المفيدة, وخصوصاً مؤلفات أهل العلم المعروفين بحسن العقيدة وسعة العلم بالأدلة الشرعية, منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذاه العلامة ابن القيم والحافظ ابن كثير, والإمام محمد بن عبدالوهاب, رحمة الله عليهم.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد:
فعن تميم الداري رضي الله عنه, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( «الدين النصيحة, قلنا: لمن؟ قال: لله, ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين, وعامتهم» ) [أخرجه مسلم]
قال الإمام النووي: ومعنى الحديث: عماد الدين وقوامه النصيحة, والنصيحة كما قال الإمام الخطابي رحمه الله: إرادة الخير للمنصوح له.والشيخ مُحب للخير لكل أحد, ولذا فإن له نصائح كثيرة, تتميز بأمور, منها:
* أنه رحمه الله لم يترك أحداً إلا نصحه, يقول في إحدى نصائحه: فنصيحتي لجميع المسلمين: من الذكور والإناث, والعرب والعجم, والجن والإنس.
* أنه إذا نصح بدأ بنفسه, فغالباً ما يقول في نصائحه: فوصيتي لنفسي وللحاضرين.
* نصائحه رحمه الله, فيها: الصدق في القول, والعاطفة الجياشة, ومحبة الخير للآخرين, يقول في إحدى نصائحه: هذه نصيحة مشفق, يؤلمه ما يقع بين المسلمين من محنة وفتن, ويسوؤه ما حل بينهم من عداوات وحروب.
* هدف الشيخ من نصحه الإصلاح والإعانة على الخير, والدلالة عليه, يقول رحمه الله في إحدى نصائحه: أرجو أن تكون نصيحتي هذه معلمة للجاهلين, ومذكرة للغافلين, وسبباً في استقامة عباد الله على صراطه المستقيم, كما قال تعالى: { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات:55]
والقاسم المشترك لنصائح ووصايا الشيخ, أمور, منها:
**الوصية بتقوى الله عز وجل في السر والعلن.
**الوصية بالإخلاص لله في جميع الأعمال.
**الوصية بخشية الله سبحانه, ومراقبته في جميع الأمور.
وقد نصح وأوصى رحمه الله بعدد من الأمور, من أهمها:
* الوصية بكتاب الله إكثاراً من تلاوته بالليل والنهار, وتدبراً له, وعملاً به, ورجوعاً إليه في كل شيء, لأنه خير كتاب, وأفضل كتاب, وأصدق كتاب.
* الوصية بالسنة والعمل بما جاء فيها من العلم, والهدى, وحفظ ما تيسر منها.
* النصيحة بسماع إذاعة القرآن الكريم ولاسيما برنامج نور على الدرب.
* الوصية بكتب العلم المفيدة, وخصوصاً مؤلفات أهل العلم المعروفين بحسن العقيدة وسعة العلم بالأدلة الشرعية, منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذاه العلامة ابن القيم والحافظ ابن كثير, والإمام محمد بن عبدالوهاب, رحمة الله عليهم.
* الوصية للدعاة أن يخلصوا أعمالهم لله وحده, وأن يتعاونوا على البر والتقى, وأن يتفقوا على تحكيم الكتاب والسنة فيما شجر بينهم, عملاً بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تُؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً} [النساء:59] وبذلك يتحد الهدف وتجتمع الجهود وينصر الحق ويهزم الباطل ولا يتم هذا كله إلا بالاستعانة بالله, والتوجه إليه بطلب التوفيق, والحذر من اتباع الهوى, قال الله عز وجل:{فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضلُّ ممن اتبع هواه بغير هدى من الله} [القصص:50]
* الوصية لطلبة العلم أن يتفقهوا في الدين, وأن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يتواصوا بالحق والصبر عليه, وأن ينشروا العلم بين الناس, أينما كانوا.
* الوصية لمعلمي القرآن الكريم بالاستمرار في هذا الخير, والصبر, والإخلاص لوجه الله جل وعلا, لأن تعلم القرآن وحفظه من أهم و أفضل القربات.
* النصيحة بعدم السفر إلى بلاد الكفار لما في ذلك من الخطر العظيم على الدين والأخلاق
* الوصية للآباء والأولياء أن يتقوا الله فيمن تحت أيديهم من الأولاد فهم أمانة عندهم, والله سبحانه سائلهم عن ذلك يوم القيامة
* الوصية للشباب بصحبة الأخيار المعروفين بالاستقامة, , والمبادرة بالزواج, مع الحرص على الزوجة الصالحة,
* الوصية للمسلمين في فلسطين بتقوى الله, والتعاون على الخير, والاستقامة في العمل, فالله ينصر من ينصره, قال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد:7] فعليهم أن يصبروا ويصابروا, فوعد الله حق, والله ناصر من ينصره.
* الوصية بحفظ اللسان عن جميع الكلام, إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة, لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام, أو مكروه, وذلك كثير بين الناس.
* الوصية الأقليات المسلمة أن يحرصوا على تعلم اللغة العربية ليستعينوا بها على فهم كتاب الله عز وجل, وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وأن يهتموا بكتاب الله فهماً وعملاً, كما جاء في الحديث الصحيح ( «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» ) ثم قراءة كتب الحديث والفقه والعقيدة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة وأن يتلقوا ذلك على أيدي علماء معروفين بالتقوى وحسن العقيدة.
* الوصية للمسلمين أن يتفقهوا في الدين وأن يعرفوا معنى العبادة التي خلقوا لها وأن لا تشغلهم الدنيا وشهواتها عن آخرتهم وأن يستعينوا بالدنيا على الآخرة, وأن يجعلوها مطية للآخرة, وأن يسألوا أهل العلم عما أشكل عليهم من أحكام الدين
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: