من الدرر البازية: فوائد متفرقة (1-2)

منذ 2019-10-30

مما لا شك فيه أن البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية سيؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقاً في أمره ناجحاً في أي عمل يسعي إليه

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فيوجد في مصنفات العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله الكثير من الفوائد في موضوعات مختلفة, وقد يسّر الله الكريم فجمعتُ شيئاً منها, أسأل الله أن ينفع بها, ويبارك فيها.  

شياطين الإنس أشدُُّ من شياطين الجن, وقد يزدادون في رمضان:

سئل الشيخ: هل بُكبل شياطين الإنس في رمضان ؟ فأجاب رحمه الله: ما بلغني, والواقع يشهد بأنهم قد يزدادون في رمضان, وشياطين الإنس أشد من شياطين الجن, فشياطين الجن تذهب الاستعاذة, ويشهد لذلك أن الله ابتدأهم   {شياطين الإنس والجن } [ [الأنعام:112]

الأسباب المؤدية إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية:

الذي يؤدي إلى ذلك هو الإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه, والاجتهاد في التخلق بما ذكر الله في القرآن الكريم من صفات الأخيار من عباد الله الصالحين, فذلك مما يعين على التخلق بالأخلاق الفاضلة, وهكذا مجالسة الأخيار ومصاحبتهم, وقراءة الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك, وهكذا تدبر أخبار الماضين في السيرة النبوية وفي التاريخ الإسلامي من صفات العباد والأخيار, كل هذه تعين على التخلق بالأخلاق الفاضلة والاستقامة عليها, وأعظم ذلك القرآن والإكثار من تلاوته وتدبر معانيه بقلب حاضر ورغبة صادقة.

من يموت في حوادث السيارات شهيد:

من يموت في حوادث السيارات داخل في حديث: ( وصاحب الهدم) فهو شهيد.

من قاد السيارة بسرعة فصدم أحداً فهو مجرم ظالم: 

سئل الشيخ: هل يدخل في الإلقاء إلى التهلكة من يقود السيارة بسرعة فيصدم أحداً ؟ فأجاب رحمه الله: هذا ليس ظالماً لنفسه فقط. بل هو مجرم وظالم, فإذا أسرع السرعة التي يخشى منها, أو تساهل في السير بالتحدث مع أصحابه وما يبالي, أو يقود وفيه شيء من النوم, كل هذا لا يجوز, كل هذا لا يجوز, بل يجب عليه أن يحذر من هذه الأشياء, لأنه لا يضر نفسه فقط, ولكن يضر الناس أيضاً, ولا شك أن هذا من قبيل التهلكة, ومن الظلم للناس, ومن العدوان عليهم, فقد جمع بين أسباب الظلم وبين إلقاء نفسه في التهلكة, نسأل الله العافية.

طرفة: كان أحد طلبة العلم راكباً مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله, وكان الشيخ ناصر يُسرع في قيادته للسيارة, فقال ذلك الطالب: يا شيخ, هذه سُرعة ولا تجوز, والشيخ ابن باز أخبر أن ذلك من إلقاء النفس إلى التهلكة, أو كلاماً قريباً من ذلك, فضحك الشيخ الألباني, وقال: هذه فُتيا من لم يُجرِّب فنّ القيادة, فقال الطالب: يا شيخ, سأنقل هذا الكلام إلى الشيخ عبدالعزيز, فقال: انقله.

قال الطالب: فقابلت الشيخ عبدالعزيز رحمه الله في مكة وأخبرته بكلامي مع الشيخ الألباني, وأخبرته بكلام الشيخ لي, فضحك الشيخ عبدالعزيز, وقال: قل له: هذه فتوى من لم يُجرِّب دفع الدية.

قراءة القرآن في البيوت من أسباب وجود البركة فيها وقلة الشياطين:

القراءة في البيوت والصلاة فيها,..من القربات, ومما يحبُّه الله عز وجل, وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت, ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها, لأنها تنفر من سماع ذِكر الله, فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر.فكلما كان أهل البيت أكثر قراءةً للقرآن وأكثر مذاكرةً للأحاديث وأكثر ذكراً لله وتسبيحاً وتهليلاً, كان أسلم من الشياطين وأبعد منها وكلما كان البيت مملوءاً بالغفلة, وأسبابها من الأغاني والملاهي والقيل والقال, كان أقرب إلى وجود الشياطين المشجعة على الباطل. 

البيت الذي تسوده المحبة له أثره على الرجل في مستقبل حياته:

مما لا شك فيه أن البيت الذي تسوده المودة والمحبة والرأفة والتربية الإسلامية سيؤثر على الرجل فيكون بإذن الله موفقاً في أمره ناجحاً في أي عمل يسعي إليه من طلب علم أو كسب تجارة أو زراعة أو غير ذلك من أعمال.

مساواة المرأة بالرجل:

مساواة المرأة بالرجل في كل شيء لا يقره شرع ولا عقل صحيح, لأن الله سبحانه قد فاوت بينهما في الخلقة والعقل وفي أحكام كثيرة وجعل لرجل أفضل منها وقواماً عليها, لكونه يتحمل من المشاق والأعمال ما لا تتحمله المرأة –غالباً – ولأن عقله أكمل من عقلها-غالباً-ولذلك جعله سبحانه قائماً عليها حتى يصونها ويحفظها مما يضرها ويدنسها عرضها, وجعل شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل, لكونه أكمل عقلاً وحفظاً منها, فهي – في هذه الأحوال – مطالبة بأمور لا يطالب بها الرجل..ثم المرأة هي موضع طمع الرجال للاستمتاع بها وقضاء وطرهم الجنسي منها فهي في أشد الحاجة إلى من يحميها من الرجال ويقف سداً منيعاً دون عبث السفهاء بها.

 

أكثر الخلق لا يشكرون نعم الله عز وجل:

أكثر الخلق لا يشكرون نعم الله عز وجل, كما قال سبحانه:  {وقليل من عبادي الشكور}  [سبأ:13]فهذا يُنبئ الإنسان على عِظمِ هذا الخطر وأن الغالب على بني آدم مع كرم الله سبحانه وتعالى عليهم وإحسانه إليهم-عدم الشكر فيأخذ الإنسان من هذا العِبرة والعِظة ويُحاسب نفسه ويجاهدها لعله يكون من الشاكرين القليلين

الخوف من الجن:

الخوف من الجن مثل الخوف من الإنس, والخوف الطبيعي لا بأس به, فلا بأس أن يتحرى الإنسان أسباب العافية, ويسمى عند أكله, وعند شربه حتى لا يشاركه الشيطان في أكله وشربه, ويسمى إذا دخل البيت حتى لا يشاركه الشيطان في المبيت, أو أراق ماء حاراً فيقول: باسم الله, ويتعوذ بالله على ما قد يصيبه هذا الشيء وما أشبه ذلك, كذلك لا يطبق الأبواب بقوة أو يعمل عملاً زائداً لا حاجة فيه, فإن هذا قد يصيب أحداً من الجن ويضره.

فالمقصود أن الخوف منهم من الأشياء الطبيعية التي يتوقى بها شرهم كما يتوقي شر الإنس, فلا يسبهم ولا يتعدى عليهم,  ولا يظلمهم, ومن تعدى على الناس تعدوا عليه, ومن سبهم سبُّوه, فكما تخاف من الإنس وتبتعد عن شرهم ومكائدهم وشر اللصوص والسلاطين الظلمة وشر من حولك من المؤذين بالسلامة وحفظ اللسان وحفظ الجوارح, فكذلك الجن, فالجن جيل عظيم, فيهم الفاسق, وفيهم الظالم, وفيهم الكافر, وفيهم المبتدع, وفيهم الطيب والمسلم.