المعتقد الحق لا ينصر إلا بطريق صحيح
والغاية الشريفة لا يوصل إليها إلا بطريقة صحيحة نظيفة ، وليس في الإسلام مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة ، أو أنني ما دمت على الحق فلا مانع من استخدام كل السبل لنصرته ، بغض النظر عن مشروعيتها .
المعتقد الحق لا ينصر إلا بطريق صحيح ، ولا ينصر بالكذب ، ولا بالأباطيل ، ولا بالخرافات ، ولا بالافتراء على الخصوم .
والغاية الشريفة لا يوصل إليها إلا بطريقة صحيحة نظيفة ، وليس في الإسلام مبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة ، أو أنني ما دمت على الحق فلا مانع من استخدام كل السبل لنصرته ، بغض النظر عن مشروعيتها .
وقد كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووافق ذلك يوم مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا، وادعوا الله» »
ومع أن حدثا عظيما كهذا - وهو كسوف الشمس يوم مات ابن النبي صلى الله عليه وسلم - يمكن أن يوظف في خدمة الدعوة ، ويظهر أن الكون كله حزين على تلك الوفاة ، ثم إنه قد يكون سببا في هداية بعض الناس ، ومعرفتهم أن الإسلام حق ، وهذه كلها مقاصد نبيلة وغايات حسنة .
لكن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر ذلك الربط بين الكسوف ووفاة ولده بكل وضوح ، وحمى حمى التوحيد أن يمس بغلو في الأشخاص ، أو إشاعة خرافات لا أصل لها ، وأرشد الخلق إلى اللجوء والتضرع لله وحده حين وقوع الآيات ، لا إلى الغلو في الأشخاص ، أو التعلق بالمخلوقين .
فما بال أناس يستجيزون الكذب ونسج الأباطيل ، والافتراء على خصومهم من أجل نصرة ما يظنونه حقا ، أو إقناع الناس بما يرونه صدقا ، وكذبوا والله ، ففي الحق من القوة والرسوخ ما يغنيه عن تلك الأساليب الرخيصة .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: