أربع كلمات في مواجهة وباء كورونا

منذ 2020-03-18

ويروى في الأثر: «ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، ولا رفع إلا بتوبة» تاريخ دمشق لابن عساكر مجلد ترجمة العباس - رضي الله عنه - ١٨٥،١٨٤.

 

المقدمة: بسم الله والحمد وبعد : 

الكلمة الأولى :  الدعاء،قال تعالى: { {وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ} }[سورة غافر ٦٠].

و عن أنس رضي الله عنه، قال : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام ومن سيء الأسقام» [رواه أبو داود] . 

- وهذا الوباء يدخل في سيء الأسقام .

الكلمة الثانية: التوكل ،التوكل على الله تعالى ،وتعلق القلب به فهو الذي بيده الأمر كله.

قال سبحانه:{وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدۡرࣰا}[سورة الطلاق ٣].

حسبه : أي كافيه .

وقال: {فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ}[سورة يوسف ٦٤].

وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام:( «وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ» ...) رواه البخاري

الكلمة الثالثة : الأخذ بالأسباب ،والأخذ بالأسباب هو كل ما يقي من الوباء في دفعه أو رفعه. 

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم به" يعني الطاعون" بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه» [متفق عليه] .

وقد أمر تعالى عباده بأخذ الحذر، وأخذ الحذر: هو توقِّي المكروه بالأسباب الممكنة والمشروعة.

قال تعالى:  {خُذُوا۟ حِذۡرَكُمۡ}[سورة النساء ١٧].

الكلمة الرابعة : التوبة، التوبة والانابة إلى الله تعالى، والاستغفار.

قال تعالى: { ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ}[سورة الروم ٤١].

وقال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية:أي: استعلن الفساد في البر والبحر أي: فساد معايشهم ونقصها وحلول الآفات بها، وفي أنفسهم من الأمراض والوباء وغير ذلك، وذلك بسبب ما قدمت أيديهم من الأعمال الفاسدة المفسدة بطبعها.

هذه المذكورة {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} أي: ليعلموا أنه المجازي على الأعمال فعجل لهم نموذجا من جزاء أعمالهم في الدنيا {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} عن أعمالهم التي أثرت لهم من الفساد ما أثرت، فتصلح أحوالهم ويستقيم أمرهم. فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة.

 ويروى في الأثر: «ما نزل بلاء إلا بذنبٍ، ولا رفع إلا بتوبة» تاريخ دمشق لابن عساكر مجلد ترجمة العباس - رضي الله عنه - ١٨٥،١٨٤.

نسألك اللهم العفو والعافية في الدنيا والآخرة،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

وكتبه يزن الغانم أبو قتيبة.