مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - اتصال قريش برأس المنافقين لهدم الإسلام

منذ 2020-05-25

يظهرون الجميل ويبطنون الغل الدفين والاستعداد الأكيد للنيل من الإسلام وأهله وإضعاف الصف المسلم والتشكيك الدائم في عقيدة الإسلام وشرائعه

اتصال قريش برأس المنافقين لهدم الإسلام:

عندما تتأمل أول ما طرأ  على أذهان كفار قريش بعدما أفلت منهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وبدأوا في الاستقرار والاستقلال بدعوتهم والتفرغ لنشر التوحيد, كان أول ما بدر منهم من كيد هو التواصل مع رأس المنافقين بالمدينة عبد الله بن سلول.

وهذا الموقف يعلمنا أن خطر المنافقين والموالين لأعداء الإسلام أشد من الكفار والأعداء أنفسهم, فهؤلاء يظهرون الجميل ويبطنون الغل الدفين والاستعداد الأكيد للنيل من الإسلام وأهله وإضعاف الصف المسلم والتشكيك الدائم في عقيدة الإسلام وشرائعه, والتقرب لكل عدو للإسلام ومحاولة تحسين صورته وتقريب نظرته.

قال المباركفوري في الرحيق المختوم:

استفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي

تقدم ما أدلى به كفار مكة من التنكيلات والويلات على المسلمين في مكة، ثم ما أتوا به من الجرائم التي استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، عند الهجرة، ثم إنهم لم يفيقوا من غيهم ولا امتنعوا عن عدوانهم بعدها، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدنية، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي سلول- وكان إذ ذاك مشركاً - بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة ، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين، يقولون لهم في كلمات باتة‏:‏

إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم‏.‏

وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما يراه أنه استلبه ملكه- يقول عبد الرحمن بن كعب‏:‏ فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال‏:‏ ‏‏(‏لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم‏)‏، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا‏.‏

امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن القتال إذ ذلك، لما رأي خوراً أو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو من تصرفاته أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود، ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت تطفئ نار شرهم حينا بعد حين‏.‏ أ هـ  

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الرسول يعاهد الجوار ويرسي دعائم الأمن والسلام
المقال التالي
مكة تتوعد وتهدد والله حافظ