حال المرأة قبل الإسلام

منذ 2020-07-20

لقد كان الرجال ينظرون إلى المرأة نظرة احتقار وازدراء، ويعاملونها معاملة الحيوانات، ويشككون في إنسانيتها، فكم مِن حُرة تشترى وتباع كما تباع البهائم والمتاع! وكم من أم كانت تُكرَه على البغاء، وأخت كانت تنكح مكرهة بغير رضاء! وكانت تورث ولا ترث، وتُملَك ولا تَملِك.

ونظرة يسيرة بالعين المجردة إلى تاريخ المرأة في جميع أنحاء العالم قبل الإسلام كفيلة بأن تزودك بما يثير أشجانك من حال المرأة وقتذاك!

لقد كانت مرهقة بظلم الرجال في القرى والأمصار، لا فرق في ذلك بين جيل وجيل، أو قبيل وقبيل!

لقد كانت مهيضة الجَناح عند الوثنيين، كما كانت ذليلة النفس، قليلة الرجاء، كاسفة البال عند الكتابيين.

 

فكم مِن حُرة تشترى وتباع كما تباع البهائم والمتاع! وكم من أم كانت تُكرَه على البغاء، وأخت كانت تنكح مكرهة بغير رضاء!

وكانت تورث ولا ترث، وتُملَك ولا تَملِك، ويقول الرجال حينذاك: إنما يرث من يحمي الذمار ويدافع عن القَبيل.

 

لقد كان الرجال ينظرون إلى المرأة نظرة احتقار وازدراء، ويعاملونها معاملة الحيوانات العجماوات، ويشككون في إنسانيتها، ويتمارون في آدميتها، وهل لها روح خالدة كالرجال؟ وهل تلقن الدين؟ وهل تصح منها العبادة؟ وهل تدخل الجنة أو ملكوت الرب في الآخرة، أو أن كل ذلك منها براء وعليها حرام؟!

لقد كانت قبائل العرب تئد البنت وهي على قيد الحياة من غير ذنب تجنيه، أو جرم ترتكبه، سوى أنها فتاة!

{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [النحل: 58، 59].

وكان الرجل يقاطع الدار التي بها زوجته إن أنجبت أنثى، فترسل إليه متوسلة راجية:

ما لأبي حمزةَ لا يأتينا 

يظلُّ بالبيت الذي يلينا 

غضبان ألا نلِدَ البَنينا 

وكان بعض العرب لا يرى القِصاص على مَن قتل امرأة!

••••

 

ولم تكن المرأة في أوروبا بأحسن حالًا من أختها العربية، بل كانت أبعد منها في الذل، وأعمق منها في الاحتقار والاستعباد!

لقد قرر أحد المجامع في رومية أنها حيوان نجس، لا روح لها ولا خلود، ولكن تحتم عليها العبادة، وتلزم بالخدمة، وأن يكمَّ فوها كالبعير، والكلب العقور؛ حتى لا يتأتى لها الضحك، ولا يتيسر عندها الكلام؛ لأنها أحبولة الشيطان!

 

وفي طَور من أطوار حياة أوروبا الضاربة على غير هدى، رأى الفرنسيون (الفرنجة) أن يمنحوا المرأة شيئًا من الإنصاف، فقرروا بعد جدال ونقاش وخلاف، أن المرأة إنسان! إلا أنها خُلقت للذل والهوان!

 

وقد أصدر الفَرنسيون هذا القرار في سنة (586) من ميلاد المسيح عليه السلام، وذلك بعد مولد محمد صلى الله عليه وسلم وقبل بعثته للعالمين.

وقد كان الأزواج في إنجلترا يبيعون زوجاتهم، فيما بين القرن الخامس والقرن الحادي عشر من الميلاد.

 

وقد سنَّت المحاكم الكنسية، في القرن الحادي عشر، قانونًا ينص على أن للزوج أن يعير زوجته لرجل آخر لمدة يرتضيها المستعير! وكان من حق كل حاكم أن يستمتع بامرأة الفلاح إلى أربع وعشرين ساعة من تاريخ العقد على هذا الفلاح!

 

وفي عصر هنري الثامن ملك إنجلترا (1509 - 1547) أصدر البرلمان الإنجليزي قرارًا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب العهد الجديد!

وفي سنة (1567) ميلادية أصدر البرلمان الأسكوتلاندي قرارًا يقضي بأن المرأة لا يجوز أن تُمنح أي سلطة على أي شيء من الأشياء، وأن تُسلب الولاية عن نفسها كما تُسلب الولاية على غيرها!

 

تاريخ طويل للمرأة التي لم تظلل بظلال الإسلام، مشحون بالذل والهوان والاستعباد، مملوء بالعار والخزي والاستبداد!

عبد القادر بن شيبة الحمد

عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا والمدرس بالمسجد النبوي