خواصُّ اللهِ
ولو كان القرآن، لكان حالُ أرواحِنا وقلوبِنا كحالِ السلف.. فهكذا قد كانوا مع التنزيلِ العزيزِ الكريم...
أول شيئ نَحملُه مَا إن نستيقظُ..
وآخِرُ شيئ نترُكُهُ قبل أن نستسلمَ للنوم..
وإذا تقلَّبْنا في نومِنا وانْتَبَهَتِ الأجفانُ، نَتَفقَّدُه..
رفيقُنا ونحن نأكلُ، أو نشاهدُ التلفازَ،
أو نذهبُ في جَولةٍ بالسيارةٍ، طالتْ أو قَصُرَتْ، سِيَّان...
نَحمِلُهُ وصِغَارُنا في حُجُورِنا، أو حتى حين نُهَدْهِدُهُمْ ليناموا...
أنيسٌ في لحظاتِ الانتظارِ..
وجليسٌ في ساعاتِ الخواء...
وصاحبٌ في اجتماعاتِ الأهلِ والصحبِ والأحباب..
ورفيقٌ في لحظاتِ الوِحدةِ والحزن والاكتئاب...
كنت أود أن أخبرَكم أنَّ هذا ((المَحمولَ)) دومًا هو القرآن...
لكنه الهاتف.. ((المحمول))..
ولو كان القرآن، لكان حالُ أرواحِنا وقلوبِنا كحالِ السلف..
فهكذا قد كانوا مع التنزيلِ العزيزِ الكريم...
كان أحدُهم ((يحملُ)) صحائفَ القرآنِ،
ويحتضنها إلى صدرِهِ بتأثر كقطعةٍ منه وفلذة كبده،
ويُقَلِّب فيها ويبكِي فَرَحًا وَوَلَهًا ويقول:
((كلامُ ربي...! كلامُ ربي..!))
لا أقول أننا ممن قيل فيهم { {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} } والعياذ بالله..
لكن أقول لكم:
أن أهلَ القرآن...
هم ((أهلُ الله))... و ((خاصَّةُ الله))...
هم خواص الله والمقربون..
تتخيلون....؟
لو أنَّنَا نتعاملُ مع القرآنِ كما نتعاملُ مع هاتِفِنا المَحمُول....؟
من بريد الموقع
أسماء محمد لبيب
كاتبة مصرية
- التصنيف: