علمتنى هاجر

منذ 2020-08-05

علمتنى الصبر عندما صبرت على وجودها فى الوادي القاحل حتى عمّره الناس برؤية الطير تحوم حول الماء ترى من يعلم أن الماء الذى تفجر بين قدمى الرضيع سيكون سبباً فى عمارة المكان

 

علمتنى أن الإيمان ليس بالتمنى ولكن بالمواقف والبذل والتضحية كم ضحت هذه الأسرة من أجل أمة قادمة سارت على خطواتها فليبحث كل منا عن حقيقة إيمانه ماذا قدم وبذل ليفوز برضا المولى عز وجل

علمتنى  هاجر أن الفرج والنصر يأتى من حيث لا نحتسب حين تفجر الماء من تحت قدم الصغير بينما هى تسعى بين جبلين لا يقوى عليهم الرجل الشديد فى وقتنا هذا فقط علينا أن نأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة

 

علمتنى أن اليقين عندما يملأ القلب يكون سبباً فى أن يكون صاحبه قدوة وإماماً لمجتمعه وأمته  كم مرة منّ الله عليك وفتح فى قلبك عيناً فأبصرت بها حقيقة الدنيا فهانت فى عينك وعشت فيها تعمل لله على أمل لقائه فى الآخرة

علمتنى أن أرفع شعار لن يضيعنى ربى فى كل خطوة أخطوها  فى إرضاء الله عزوجل

علمتنى أنه ببركة طاعة الزوجة لزوجها فيما لا يغضب الله فسيكون الحفظ من الله عز وجل  

علمتنى الصبر عندما صبرت على وجودها فى الوادي القاحل حتى عمّره الناس برؤية الطير تحوم حول الماء ترى من يعلم أن الماء الذى تفجر بين قدمى الرضيع سيكون سبباً فى عمارة المكان ولكنها ثمرات طاعه الله تتوالى الواحدة تلوا الآخرى هل سبق أن تيقنت بالله هكذا ؟هل تيقنت يوماً أن الزكاة لن تنقص من مالك وأن الربا حتما يمحق البركة من المال ؟ 

كما علمتنى أنه عندما تكون الغايات كبيرة يهون من أجلها كل جهد وعناء فكم من مشقة تهون عندما تطأ قدمك الجنة  تراها  بذلت وضحت من أجل إيمانها بفكرة أو قضية فكم بذلت أنت من جهد من أجل ما تؤمن به بل كم مرة جاهدت نفسك التى تأمرك بتأجيل خطوة الحجاب أو بتأخير الصلاة أو بنظرة حرام أو تأمرك بعدم الطاعة لأبيك وأمك

علمتنى هذه الأسرة أن البر لا يُبلى فكم كان إبراهيم متأدباً مع أبيه فى بداية الدعوة وها هو إسماعيل يطيع أباه عندما قال له إنى أرى أنى أذبحك  من أين  علم أنه أمر الله ولكنها الأم التى ورًثت وليدها اليقين كم حيرنى هذا الابن فإننا نرى كثيراً من الأسر تُدلل أبناءها و توفر لهم كل سبل الراحة ويخرج الابن عاقاً لوالديه ناكراً فضلهما وهذا الأب الذى وهبه الله على الكبر اسماعيل فإذا به يطيع الله فيه ويذهب به إلى الصحراء تنفيذاً لأمر الله  فيخرج الابن طائعاً لأبيه مجيباً لأوامره إنه  إبراهيم الذى وفى فى كل شئ وانتصر لله على هواه ولم يفتتن بابنه كما يفعل الكثير الآن فكانت الثمرة نبياً يخلف نبياً من ذرية إبراهيم كم نرى الآن آباء معذبين ليس من قبل شخص غريب إنما من قبل أبنائهم لأنهم لم يراعوا الله فيهم لم يطعموهم من حلال وفتنوا بحب أبنائهم   ولم ينالوا الثمرة المرجوة من الأبناء فى البر بالآباء ليتنا نسير على خطى هذه الأسرة فى البر والطاعة أيضاً وليس فى المناسك فقط .

 

                                                                              إيمان الخولى