المبطل
ويبقى الفرق شاسعا بين من يستدل أولا ويبحث عن الحجج ليتبنى موقفا ما ، وبين من يتبنى الموقف أولا ثم يبحث عن مبرر وغطاء له ، وأكثر الخلق إلا من رحم الله من هذا النوع الثاني .
المبطل - إن بقي في قلبه بقية من حياة - يحاول أن يقاوم تأنيب الضمير ولوم النفس ، فيبحث عن حجة ما يرددها ، ويحاول إقناع نفسه أنه ما فعل ما فعل إلا طلبا للحق ونصرة له ، وهي أشبه بشماعة يعلق عليه هواه وضلاله .
وفي الغالب لن يعجز أي مبطل عن طرح حجة ما يشوش بها على الحق ، ويحاول نصرة رأيه الفاسد ، ومن قرأ في كتب الملل والنحل والفرق والمذاهب قديما وحديثا رأى أن كل نحلة أو مذهب مهما بلغ ضلاله قد طرح ما يظنه حججا أو أدلة على صحة دعواه ، وقد أخبرنا الله تعالى عن صنيع الأمم السابقة فقال سبحانه :
" {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} "
ويبقى الفرق شاسعا بين من يستدل أولا ويبحث عن الحجج ليتبنى موقفا ما ، وبين من يتبنى الموقف أولا ثم يبحث عن مبرر وغطاء له ، وأكثر الخلق إلا من رحم الله من هذا النوع الثاني .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: