أحب العمل إلى الله أدومه ، وإن قل
من صبر وصابر ، وعالج نفسه ، وملك زمامها، ورزقه الله همة ومثابرة ، فقد فتح له باب خير عظيم ، والله يختص برحمته من يشاء
في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " «أحب العمل إلى الله أدومه ، وإن قل» " وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في وصف النبي صلى الله عليه وسلم « «كان إذا عمل عملا أثبته» » وفي رواية أخرى قالت " «كَانَ عمله دِيمَة» " أَي يدوم عليه ولا يقطعه .
وفي هذه الأحاديث درس عظيم في التربية ، وإصلاح النفس وسياستها ، وطلب العلم ، والدعوة والتغيير ، وأبواب الخير كلها .
ومن تأمل سير النابغين في كل ميدان لا سيما ميدان العلم والتصنيف ، فسوف يجد أن من أبرز ما ميزهم على غيرهم تلك الهمة العالية ، والنفس الصبورة التي لا تعرف الكلل ولا الانقطاع ، وإنما صبر ومصابرة حتى يلقى أحدهم ربه على تلك الحال .
ومشكلة أكثرنا : هي ضعف العزيمة ، وقلة الصبر على المداومة والاستمرار ، وكم من مرة يبدأ المرء بهمة واندفاع شديد في باب من أبواب الخير كبرنامج لحفظ القرآن أو طلب العلم أو الدعوة أو التصنيف أو أوراد تعبدية معينة ، ثم سرعان ما ينقطع وتفتر همته ، ويبقى على ذلك زمانا ، ثم يبدأ من جديد وهكذا دواليك ، وقد يتسرب لنفسه شعور قاتل بالفشل وقلة الصبر وضعف العزيمة ، وربما ترك المحاولة ثانية بحجة هذا الهاجس الشيطاني .
وخلاصة الأمر : أن قليلا دائما خير من كثير لا يدوم ، وأن من صبر وصابر ، وعالج نفسه ، وملك زمامها، ورزقه الله همة ومثابرة ، فقد فتح له باب خير عظيم ، والله يختص برحمته من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم.
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: