وأصلح لي في ذريتي
ومن علم هذه الحقيقة لهج بالدعاء والتبتل لله سبحانه أن يصلح له في ذريته ، وأن يجعلهم مسلمين لله ، مقيمي الصلاة ، جنودا لهذا الدين ، حملة لرسالته.
من رزقه الله بولد صالح - ذكرا كان أو أنثى - فقد فاز بحظ عظيم من خيري الدنيا والآخرة ، فالأولاد في الدنيا : قرة العين ، وأنس النفس، والعون على النوائب، وهم بعد الموت امتداد للأثر ، وسبب للذكر الحسن ، وباب للحسنات والدعوات التي لا تنقطع .
ومن أعظم ما ينبغي أن تبذل فيه الأوقات والطاقات ، تربية الأبناء ورعايتهم ، لا سيما في هذه الأيام التي كثرت فيها فتن الشهوات والشبهات ، وتعاظمت الخطوب ، وتنوعت الشواغل ، وقل المعين ، وندرت محاضن الدعوة والتزكية ، وزاحمتنا مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعيهم ووجدانهم ، وللأسف الشديد فإن أكثرنا مقصر في حق الأبناء، ومشغول عنه بغيره من السعي وراء لقمة العيش ، مع أن الاستثمار في الأبناء تربية وإصلاحا : هو المشروع الرابح الذي لا يخسر صاحبه قط ، وحاجة الأبناء للرعاية والنصح والتوجيه أعظم من حاجتهم للمال .
ويبقى أنك مهما بذلت وربيت ووجهت ، فالتوفيق والهداية والصلاح بيد الله سبحانه وحده ، الذي بيده قلوب العباد ، يصرفها كيف يشاء ، ومن هداه فلا مضل له ، ومن أضله فمن يهديه من بعد الله .
ومن علم هذه الحقيقة لهج بالدعاء والتبتل لله سبحانه أن يصلح له في ذريته ، وأن يجعلهم مسلمين لله ، مقيمي الصلاة ، جنودا لهذا الدين ، حملة لرسالته.
{رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ، ربنا وتقبل دعاء}
{وأصلح لي في ذريتي ، إني تبت إليك وإني من المسلمين }
{ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما}
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: