ظاهرة الاستهانة بالقليل من المال الحرام
ومع ذلك لا يمكن حصر ما سيحل بالمرابين والمتهاونين في الحرام وبأموالهم من البلايا والمصائب، وأسباب التمزيق والتلف، والضيق النفسي والاقتصادي والاجتماعي
ظاهرة الاستهانة بالقليل من المال الحرام:
ظاهرة في منتهى الخطورة تستمد خطورتها من آثارها المتنوعة على الفرد والجماعة في مختلف المجالات وليست مقتصرة على المجال الإقتصادي فقط، يعود سببها إلى النزعة الفطرية للمال مع ضعف الوازع الديني، لذلك تجد بعضهم يتهاون في الاستفادة من المال العام أو التعامل مع القضايا الربوية أو الرشى أو الفهلوة في التجارة...
وهي ظاهرة لا تحتاج كثيراً من التدقيق فقد تفشت في مجتمعاتنا وأضحت كالشمس في كبد السماء، ويتمثل كثيرٌ منها في تكالب الناس على جمع المال بشتى الوسائل دون مبالاة من الحرام كان أم من الحلال وكأنه انطبق علينا قوله صلّى الله عليه وسلّم كما في البخاري «ليأتين على الناس زمانٌ لا يبالي المرء بما أخذ المال،أمن حلال أم من حرام» .
وهاكم بعض عقوبات الحرام في الدنيا فقط: فالمال ممحوق البركة وإن كثر لا يستمتع به صاحبه بل يقاسي أتعابه ويعاني ويلاته، والمال الحرام معرض هو وما خالطه من الحلال للتلف والزوال، وإن حج أو اعتمر أو تصدق أو وصل رحما لا يقبل منه ذلك، وإن دعى لا يستجاب له.
ومع ذلك لا يمكن حصر ما سيحل بالمرابين والمتهاونين في الحرام وبأموالهم من البلايا والمصائب، وأسباب التمزيق والتلف، والضيق النفسي والاقتصادي والاجتماعي؛ لأن جنود الله التي يسلطها على من حاربه كثيرة ومتنوعة، هذا في الدنيا وما عند الله أضعافا مضاعفة. فاتقوا النار ولو بشق تمرة.
محمد سلامة الغنيمي
باحث بالأزهر الشريف
- التصنيف: