مذهبي الخبز
وقد تبدو مسألة التحول لمذهب فقهي معتبر مسألة يسيرة فكلها مذاهب ارتضتها الأمة ، لكن المشكلة الأكبر حينما يكون " رغيف العيش" دافعا للتحول
من الطرائف المضحكة المبكية في آن واحد : ما نقل عن أحد رجال القرن الثامن الهجري ، وكان شافعي المذهب ، وأراد الالتحاق بوظيفة في مدرسة أنشأها الظاهر برقوق ، فلم يجد إلا وظيفة للحنابلة لأن وظائف الشافعية اكتملت ، فتحول عن مذهبه الفقهي ، ولما سئل عن ذلك وعن مذهبه ، ما هو ؟ قال :
" مذهبي الخبز " السحب الوابلة 2 / 85 .
وقد تبدو مسألة التحول لمذهب فقهي معتبر مسألة يسيرة فكلها مذاهب ارتضتها الأمة ، لكن المشكلة الأكبر حينما يكون " رغيف العيش" دافعا للتحول العقدي والفكري ، وتبني المواقف والآراء في مسائل شرعية ، والتنازل عن ثوابت ، وهو أمر مشاهد بكثرة .
و لا يدري المرء هل يصب جام غضبه على ذاك المتحول من أجل الخبز لا من أجل قناعة مبنية على الحجة والبرهان ، أم يلوم الظروف والأوضاع الصعبة التي تحيط بجل المشتغلين بالعلوم الشرعية واللغوية ، وتفقدهم الكثير من الاستقلالية ، بحيث إن تفرغوا للعلم وحده جاعوا ، وإن اشتغلوا بأمور المعاش ضاعوا ، ولا يستطيع التوسط والجمع بين الأمرين إلا القليل .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: