أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ
موجة أولى من كورونا أعقبتها موجة ثانية ، وأخبار عن سلالة جديدة أشد فتكا وأسرع انتشارا من سابقتها بعد أن كاد العالم يتنفس الصعداء باكتشاف لقاحات فعالة
{أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}
موجة أولى من كورونا أعقبتها موجة ثانية ، وأخبار عن سلالة جديدة أشد فتكا وأسرع انتشارا من سابقتها بعد أن كاد العالم يتنفس الصعداء باكتشاف لقاحات فعالة ، ولا يدري ما في الغد إلا الله سبحانه {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى}
والحمد لله أن عافانا وأحيانا حتى يومنا هذا من غير حول منا ولا طول ، والأمر كله لله من قبل ومن بعد ، ونواصي العباد كلها بيده ، والأعمار لها أجل محتوم لا يتقدم ولا يتأخر ، ولا يتوقف على سبب بعينه إن نجا منه المرء سلم من سواه .
ويبقى السؤال المهم لنا جميعا : هل من متضرع ، ومستكين ، وراجع لربه مع تلك النوازل ، إذ أعظم ما يستدفع به البلاء ، وترفع به البأساء والضراء ، ويذكر به الناس في أوقات الشدة ، وحلول المصائب :أن يستكين العباد لربهم ، ويتضرعوا إليه ، ويتذللوا له ، ويرجعوا إليه ، تائبين مستغفرين منيبين ، متحللين من المظالم ، وعازمين على الإنابة وحسن العمل ، وهذا المعنى واضح جدا ، ومتكرر في كتاب الله تعالى .
- قال تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا }
- وقال تعالى {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}
- وقال تعالى {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
أما أشنع ما يفعله أحد عند نزول البلاء ، ورؤية العبر ، والنوازل العظام ، فهو أن يقسو قلبه ، ويتبلد حسه ، فلا يتأثر ولا يتغير ، ولا يحدث توبة ولا إنابة ، بل يظن أنه حدث عابر ، قد مر مثله عشرات ، وحفل التاريخ بنظائره ، ولسان حاله ومقاله : { قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ} وقد ذم الله تعالى هذا الصنف ، فقال سبحانه {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: