كيف يشوه المستشرقون الإسلام
دعت مؤسسة روكفلر الصـهيونيـة لتمويل رحلات مؤلف الكتاب بين الدول الإسلامية على مدار تسع سنوات!
كتب الأستاذ: هاني مراد
كتب المستشرق "ولفرد كانتويل سميث"؛ وهو مدير معهد الدراسات الإسلامية، وأستاذ الدين المقارن في جامعة "ماكجيل"، بكندا، وتلميذ المستشرق المشهور "هاميلتون جيب"، كتابه "الإسلام في العصر الحديث".
وقد حاول المؤلف تفتيت الإسلام من أجل تحقيق هدفين: أولهما: قطع الصلة بين حقيقة الإسلام والإسلام في وقته الراهن وفي المستقبل، وبذلك تذوب المفاهيم الإسلامية في العلمانية. والهدف الثاني: دعوة المسلمين للتعاون مع الاحتلال الغربي، بدعوى انتهاء زمن العزلة.
ولتحقيق هذين الهدفين، سعى المؤلف إلى إقناع القارئ بأن الدين شيء وتقاليده وأشكاله الخارجية شيء آخر، وأن أحكام الإسلام تتغير بتغير الزمان، وأن نجاح المسلمين الأوائل في الفتوحات الإسلامية، هو الذي أوهم المسلمين بأن "الله قد رسم للناس طريق الحياة وأسلوبها."
كما تناول ما أسماه "أزمة الإسلام في التاريخ المعاصر"، حيث زعم أن شعور المسلمين بسوء أوضاعهم، ومحاولتهم استرداد مجدهم، نشأت من التعارض بين "الدين المنزل والتطور التاريخي الذي تحكمه إرادة الله."
كما ادعى المؤلف أن النموذج التركي الكمالي للعلمانية، هو الذي يحل أزمة التعارض بين الإسلام ونمط الحياة الغربية المعاصرة. بل صرّح مباشرة بأن "شطرا من هذا العالم الإسلامي، يتطور الآن في طريق الترك."
كما صرح المؤلف بأنه يخاطب بهذا الكتاب أصحاب المصالح من قوى الاحتلال الغربي، مدعيا أنه يقدم لتلك الدول ما يجب معرفته عن الإسلام وطبائع شعوبه، لكي تحقق هذه القوى أهدافها.
نشرت جامعة "برينستون" الأمريكية هذا الكتاب سنة 1957، كما عقدت مؤتمرين؛ أحدهما سنة 1948، حيث طُبعت بحوثه وتُرجمت إلى العربية، بعنوان "الشرق الأدنى: مجتمعه وثقافته"، وعُقد المؤتمر الآخر سنة 1953، وطُبعت بحوثه وترجمت إلى العربية، بعنوان "الثقافة الإسلامية والحياة المعاصرة".
دعت مؤسسة روكفلر الصـهيونيـة لتمويل رحلات مؤلف الكتاب بين الدول الإسلامية على مدار تسع سنوات!
- التصنيف: