القمر صديقي
حين تنظر إلى عالم السماء بقلب مفتوح، وروح شفافة، لا تملك إلا الارتباط به، والانتماء إليه. ولا تملك إلا أن يعمل عقلك، وأن ينشرح صدرك.
النظر إلى السماء عالم وحده. أحببته دائما. ودائما أحببتها.
حين تنظر إلى عالم السماء بقلب مفتوح، وروح شفافة، لا تملك إلا الارتباط به، والانتماء إليه. ولا تملك إلا أن يعمل عقلك، وأن ينشرح صدرك.
تنظر إليها ليلاً، فترى بحرا منيرا، وتراها العروس، زينتها الكواكب، وتاجها القمر القسيم.
وتنظر إليها نهاراً فترى صفوة الماء في علٍ. تنظر إليها عيناك، فكأن وجهك ينضر بمصافحة ذلك الماء.
ترى فساحة الكون، فتشعر بضآلتك!
تنظر، فينشغل عقلك باتساع الكون، ويسمو فكرك بسمو نجومه وأقماره، فتختلج عظمة خالقه جوانح نفسك. تستذكر ما قرأت عن بعد وحرارة وهول هذه النجوم والأفلاك، فلا يكاد الجنان يدرك ما قد يقول اللسان.
وحين ينشغل نظرك بهذا الجمال الأخاذ لبديع الأكوان، يأخذ عليك بمجامع قلبك وبصرك وفكرك وروحك ونفسك وكيانك!
أما القمر، فهو الصديق والرفيق! تنظر إليه شاهدا عليك وصديقا لك. يزين السماء وينثر نوره شعاعا يصل إليك، يلامس شعورك قبل جسدك، ويلاطف روحك قبل بشرتك. يصبغك بطيفه، فكأنك اكتسيت بنوره، فامتزجت بالكون!
تنظر إليه، فترى نوره وتذكر أنه صورة شعاع الشمس! وأنت وسط بين الاثنين، فيخيل إليك أنكم شموس ثلاث!
وتذكر أنه من أجلك أنت سخر الله تلك الجرم، وجعل الشمس والقمر والنجوم تسبح في بحار، تراها عيناك، وتسبح فيها روحك، فتعقل وتخشع وتذكر رب هذا الكون.
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: