معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - (العلي - الأعلى - المتعال)
كما تقتضي هذه الأسماء اللجوء إلى الله تعالى والخضوع له والافتقار إليه وإظهار الحاجة إليه، فهو سبحانه العلي الذي بيده الأمور كلها، وكل شيء تحت قهره وتصرفه وسلطانه.
(العلي - الأعلى - المتعال)
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} ﴾ [ الحج: ٦٢] .
وقال تعالى: ﴿ { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ﴾ [الأعلى: ١] .
وقال تعالى: ﴿ {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} ﴾ [ الرعد: ٩] .
- المعنى:
العلي والأعلى والمتعال من العلو وهو الارتفاع، فهذه الأسماء الثلاثة العظيمة تدل على علو الله تعالى على خلقه علواً مطلقاً بجميع أنواع العلو ومعانيه، بذاته وصفاته وسلطانه وقهره، وجميع الخلق دونه في كل ذلك.
فالله هو العلي: أي: العالي الذي ليس فوقه شيء، وهو الأعلى، أي: أعلى من كل عالٍ، وصفاته أعلى الصفات، وهو المتعال، أي: المستعلي على كل شيء بقدرته وقهره.
وقد قسم العلماء علو الله تعالى بحسب تتبع الأدلة واستقرائها إلى ثلاثة أقسم:
- علو الذات: فالله تعالى فوق خلقه عالٍ عليهم بذاته، قال تعالى: ﴿ {إنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } ﴾ ي [ونس: ٣] ، أي: علا على العرش سبحانه بكيفية تليق بجلاله وعظمته، وقال تعالى: ﴿ { يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} ﴾ [ النحل: ٥٠] .
- علو القهر والسلطان: أي: أن الله قاهر غالب، فلا ينازعه منازع، ولا يغلبه غالب، ولا يقع في ملكه إلا ما يريد، وكل مخلوقاته تحت قهره وسلطانه، قال تعالى: ﴿ { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} ﴾ [الأنعام: ١٨] ، أَي: وهو الذي قهر كُلَّ شيء، وخضع لجلاله كُلُّ شيء.
- علو القدر والصفات: أي: أن صفات الله عليا لا مثيل لها، ولا يستحقها غيره، قال تعالى: ﴿ { وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ﴾ {الروم: ٢٧} ، أي: له الصفات العليا والكمال المطلق.
- مقتضى أسماء الله العلي الأعلى المتعال وآثارها:
تقتضي هذه الأسماء الثلاثة العظيمة إثبات علو الله تعالى بأنواع العلو الثلاثة، علو الذات وعلو القهر وعلو القدر، وإثبات علو الله تعالى يلزم من العبد أن يعظّم الله تعالى ويمجّده ويقدّسه، ويستلزم من تعظيم الله تعالى تعظيم شرعه وأمره ونهيه.
كما تقتضي هذه الأسماء اللجوء إلى الله تعالى والخضوع له والافتقار إليه وإظهار الحاجة إليه، فهو سبحانه العلي الذي بيده الأمور كلها، وكل شيء تحت قهره وتصرفه وسلطانه.
باسم عامر
أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة البحرين
- التصنيف: