حكم موافقة الكفار في الأيام العالمية

منذ 2021-03-10

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الذين من قبلكم، شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا في جُحْرِ ضَبٍّ لاتبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟!.

روى الإمامان البخاري (3456) ومسلم (2669) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الذين من قبلكم، شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا في جُحْرِ ضَبٍّ لاتبعتموهم»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟!.

 

دلَّ هذا الحديث على أن هذه الأمة ستتبع طريق المغضوب عليهم والضالين، فلا يفعل اليهود والنصارى شيئًا من المخالفات والبدع، إلا ونجد من هذه الأمة من يقع فيما وقعوا فيه، ونجد من يدافع عنهم فيما فعلوه، وهذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إننا نرى من يتابعهم في أشياءَ لا يقبلها كل ذي ذوق سليم، وفطرة سوية، مثل لبس الثياب الممزقة، وتشويه شعر الرأس بالحلاقة المضحكة.

 

ومن ذلك ما جاء به الكفار، ومن تشبَّه بهم مما يسمى: عيد الأم، وعيد الحب، وعيد العمال، واليوم العالمي للمرأة، واليوم العالمي للشباب، واليوم العالمي لحقوق الإنسان، واليوم العالمي للمعلم، واليوم العالمي للكتاب، واليوم العالمي للغذاء، واليوم العالمي للمياه، واليوم العالمي للتربة، واليوم العالمي للغة العربية، واليوم العالمي للفلسفة، واليوم العالمي للمسرح، واليوم العالمي للموسيقى، واليوم العالمي لكذا وكذا، حتى جعلوا اليوم العالمي للضحك! واليوم العالمي للدفاع عن المثليين (الشواذ)!

 

لا فلاحَ للمسلمين إلا بمخالفة الكافرين، والاعتزاز بدين رب العالمين، يجب علينا أن نكتفي بديننا، ونسعى لنكتفي عن الكافرين في دنيانا، نكتفي اقتصاديًّا وثقافيًّا، ولا نأخذ منهم إلا ما ينفعنا مما لا يخالف ديننا، ولا نكون تبعًا لهم حتى في أعيادهم وأيامهم، فأين عزة المسلم بدينه وعقيدته؟!

 

قال ابن تيمية في [اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 9)]: "أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها، ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان أن سبب هذا الفعل، أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصلَ له في دين الإسلام، فإنه إذا لم يكن له أصل، فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذًا عنهم، فأقل أحواله أن يكون من البدع".

 

وفي [فتاوى اللجنة الدائمة، 2 - (2/ 292)]: "لا تجوز إقامة الأعياد البدعية ولا الاحتفال بها، ولا مشاركة أهلها وتهنئتهم بمناسبتها؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، وقد ذكر الله أن من صفات عباد الرحمن أنهم {لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان: 72]؛ أي: لا يحضرون أعياد الكفار، كما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة، سواء سميت أعيادًا أو أيامًا أو مناسبات، فالأسماء لا تغير الحقائق، وليس للمسلمين إلا عيدان كريمان: عيد الفطر، وعيد الأضحى، فالواجب ترك هذه البدع والأعياد الجاهلية، ومنها: اليوم العالمي للمعلم"؛ [وينظر: فتاوى الشبكة الإسلامية - مركز الفتوى - رقم الفتوى (72219)، وموقع: الإسلام سؤال وجواب، رقم الفتوى (5219)].

 

اللهم حبِّبْ إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأعزَّنا بالإسلام، وارزقنا اتباع السابقين بإحسان، وجنِّبنا طريق المغضوب عليهم والضالين.

_____________________________________

المؤلف: محمد بن علي بن جميل المطري