موضة الإلحاد
وتداعيات الإلحاد لا حصر لها؛ وليس أقلها حرمان المجتمعات من نعمة الهداية، وتفكك الأسر وعلاقات الأفراد، وانهيار معايير القيم والأخلاق، والنزوع إلى الأنانية والفردية، وانتشار الأمراض النفسية والإجرام
كان انتشار موضة الإلحاد في المجتمعات العربية، نتاجا طبيعيا لعقود من التغريب المدعوم من المحتل الغربي للشرق، ولعقود من التشكيك في كل ما يمت بصلة إلى ثوابت هذا الدين، فوقع كثيرون فريسة لها!
فقد خُصصت قنوات فضائية، ومواقع إلكترونية، وصحف ورقية وإلكترونية، وكتب، وبرامج، وأفلام، ومسلسلات، ومراكز، وميزانيات، ودعايات هائلة، لترويج الإلحاد في عالمنا العربي. كما عمل المحتل الغربي على تغييب هوية الدول التي احتلها، وإضعاف ثقافتها، وقوامها الفكري، وإرثها الحضاري، وعلى استقطاب نخب ومفكرين وفئات موالية له في الشرق، لنشر الإلحاد ومذاهب وفلسفات الفكر الغربي، بداية من الحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1798.
وتداعيات الإلحاد لا حصر لها؛ وليس أقلها حرمان المجتمعات من نعمة الهداية، وتفكك الأسر وعلاقات الأفراد، وانهيار معايير القيم والأخلاق، والنزوع إلى الأنانية والفردية، وانتشار الأمراض النفسية والإجرام، والتيه الذي يعيش فيه الإنسان، وتحوله إلى ما دون الحيوان!
ولأن متبني الموضة، يسلم نفسه لمن فرضها، ولا يملك إلا اتباعها، فكذلك متبني الإلحاد، يصبح ريشة تتلاعب بها ريح الإلحاد هنا وهناك!
ومن أسباب الإصابة بلوثة الإلحاد فراغ الروح، وسطحية العقل، وضحالة الثقافة، وزيف الإعلام، وقد يدفع لها حب الشهرة، أو التفرد، أو لفت الانتباه، أو تنفيث عن كبت، أو ادعاء لعلم، أو حب للانغماس في الشهوات، دون رقيب من دين أو ضمير.
وجدير بالعلماء وآحاد الناس مكافحة لوثة هذه الموضة، وردّ الناس إلى معاقل الفكر القويم، وأحراز الدين. وسبيل ذلك، نشر الوعي، ودرء الشبهات، وإظهار زيف ادعاءات الملحدين، وتهافتها. كما يجب تحرير الفكر الديني من الخرافات والتقاليد التي علقت به وهي ليست منه. وعلى الأفراد إدراك ما يراد بهم من عدو لا يرغب إلا في فرط عقد اجتماعهم وإيمانهم.
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: