روح الصيام ومعانيه - أرحامك في رمضان
وتظل أيام رمضان أعظم مناسبات هذا العمل الصالح، من الصلة للأرحام، أو السعي بين من طرأ بينهم خصام.. لإعادة السلام والوئام ...
صلة الأرحام؛ أحد معالم رسالة الإسلام، ولذلك كان أول مانادى به النبي صلى الله وسلم بعد قدومه المدينة أن قال: « يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ» [ صحيح ابن ماجه (٢٦٤٨) ]
ولما سأل هرقل عظيم الروم أباسفيان - قبل أن يسلم - عن دعوة الرجل الذي بعث فيهم ؛ قال: «يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف» [رواه مسلم]
وإذا كنا قد أمرنا أن نستكثر في رمضان من خصال الخير ؛ فإن من أعظمها وأجلها؛ صلة الأرحام ، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : دلني على عمل يدنيني من الجنة ويباعدني من النار، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصل ذا رحمك» ..فلما أدبر الرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن تمسك بما أمر دخل الجنة» [رواه مسلم/١٣]
هذا في الآخرة، أما في الدنيا فقد قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَحبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ في رِزقِهِ، ويُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » [ متفقٌ عَلَيهِ]. يعني..يوسع الله له رزقه، ويطيل عمره..
وقد يكون المرء منا على نعمة وفضل كبير لصلته لرحمه، لكنه يزداد فضلا لو وفق للإصلاح بين من تقطعت أرحامهم بفساد ذات بينهم..
فتلك منزلة أخرى، لأن الأخوة الإيمانية رحم أخرى، يتراحم بها الأصفياء..وقد قال الله تعالى : {لاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا } (النساء/١١٤
وتظل أيام رمضان أعظم مناسبات هذا العمل الصالح، من الصلة للأرحام، أو السعي بين من طرأ بينهم خصام.. لإعادة السلام والوئام ...
فاللهم صلنا برحماتك.. حتى نكون واصلين لأرحامنا، مصلحين ذات بيننا .. آمين
- التصنيف: