احفظ لسانك أيها الإنسان
احفـظ لسانـك أيها الإنـســـــــان *** لا يلـدغنك إنـه ثـعـبـــــــان كم في المقابر من قتيل لسانـه *** كانت تهاب لقائه الشجعان
عباد الله: لو أن لك ولداً يا عبد الله يعمل بتصرفات تحرجك عند جيرانك، حتى يقولوا لك أمسك ولدك لقد صار فضيحة لك، لقد عمل أعمالاً أحرجتك كثيرا، فإن إمساك اللسان أهم من إمساك الولد؛ فإنه يوقع الإنسان في مواقف محرجة كثيرة.
احفـظ لسانـك أيها الإنـســــان *** لا يلـدغنك إنـه ثـعـبـــــــان
كم في المقابر من قتيل لسانـه *** كانت تهاب لقائه الشجعان
أيها المسلمون، أيها الأخوة: لنتدبر في أحوالنا يا عبد الله، أنت تأخذ فاتورة الهاتف وتنظر في المكالمات، وتتحفظ عند المكالمات الخارجية، أو في استعمال الصفر، لماذا؟ لأنه يكلف كثيراً، ولذلك إذا تكلمت في مخابرة خارجية فإنك تقلل الكلام، وتحاول الاختصار ما أمكن، لماذا؟ لأن الكلام يكلف كثيراً، فكيف إذا كانت التكلفة أعلى وأغلى في الآخرة، قال مالك بن دينار رحمه الله: "لو أن الملكين الذين يكتبان أعمالكم يتقاضيان أثمان الصحف التي ينسخان فيها أعمالكم، لو أن الملائكة التي تكتب الأعمال تأخذ منكم ثمن الصحائف، وأجرة الكتابة، لو أن الملائكة التي تكتب أعمالكم تقاضيكم، فتأخذ منكم ثمن الصحف، وأجرة الكتابة، إذاً لأمستكم عن الكلام خشية النفقة، فكيف لا نمسك عن الكلام خشية المعاصي، الثمن صدقاتنا وحسناتنا، إذا لم ننتبه لذلك فإذاً لا بد أن نراعي -أيها الأخوة- {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ سورة ق 18. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ} [سورة الانفطار 10-11]. وينبغي ألا تكون هذه الألفاظ عقبة في طريق دخولنا الجنة.
نسأل الله عز وجل أن يحفظ علينا ألسنتنا، اللهم أشغل ألسنتنا بذكرك يا رب العالمين، اللهم اجعلنا من المستغفرين، اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيراً، اللهم اجعل في ألسنتنا نوراً، وفي أسماعنا نوراً، وفي أبصارنا نوراً، وفي قلوبنا نوراً يا رب العالمين، اللهم انصر المسلمين المجاهدين، وأعل كلمة الدين، واخذل الكافرين.
محمد صالح المنجد
أحد طلبة العلم والدعاة المتميزين بالسعودية. وهو من تلاميذ العالم الإمام عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه.
- التصنيف:
- المصدر: