زحمة قمم، والقمة الغائبة
قمَّة غائبة للأسف، لكنها "قمة القِمَم"، التي يَنْشدها العالم بأَسْرِه، وينتظرها الناس كلُّهم، لو أدَّت مهمتها: هي "قمَّة قيادات الأمة الإسلامية"..
يشهدُ العالَم منذ مطلع العام الجديد زحمةَ قِمَم عربيَّة ودوليَّة، سياسية واقتصادية وعسكرية، وتأتي هذه القمم بعد تسلُّم الرئيس الأمريكي مهامَّه، وتشكيل إدارته الجديدة على أَثَرِ فشلٍ ذريع وخيبةٍ كشفتْ - ولله الحمد - كثيرًا من الحق، وإفلاسٍ وذُعرٍ أصاب أمريكا والعالَم، من جرَّاء السياسة العدوانيَّة، التي مارسها المخذول بوش طيلة 8 سنوات من إدارته، وإثْرَ بروزٍ حادٍّ للأزمة الاقتصادية العالمية، وبعد المعطيات الجديدة التي أفرزتها الحربُ العدوانيَّة الصِّهْيَوْنِيَّة على غزَّة، والصمود البطولي لأهلها الذي أفشل أهدافها.
ولكن تَغيب قمة هي أهم القِمم وأخطرها وأشدُّها تأثيرًا على أوضاع العالم، وخاصَّةً العالمَ الإسلامي، وعلى مستقبله وموقعه ودوره الحضاري.
قمَّة غائبة للأسف، لكنها "قمة القِمَم"، التي يَنْشدها العالم بأَسْرِه، وينتظرها الناس كلُّهم، لو أدَّت مهمتها: هي "قمَّة قيادات الأمة الإسلامية":
• صفتُهم: علماؤها ودعاتُها الكبار الأحرار.
• يشارِكهم: أهل الرأي والفكر، والخبراء السياسيُّون المرتبطون بالإسلام فكرًا والتزامًا.
• بلدانهم: من كل البلاد الإسلامية، وخاصة ذات الثِّقَل الجغرافي والسياسي.
• مرجعيتهم العليا الوحيدة: الدستور الخالد "القرآن المجيد"، وقائدهم الأوحد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيِّد العالمين.
• وعلى جدول أعمالها بندٌ واحد فحَسْب، وهو: تحقيقُ خيريَّة الأُمَّة الإسلاميَّة، التي من أجلها أخرجها الله؛ {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله} [آل عمران: 110].
إنَّها - حقًّا - قضية القضايا، ومصلحة الأُمَّة العليا، وحاجة البشرية الكُبرى؛ كي تخرج من تِيهها، عندما تُمارس هذه الأُمَّة وظيفتها في النهي عن الظُّلم والفساد، والأمر بالعدل والإحسان.
فهل من عقلاءَ غيارى يهتمُّون لتحقيق هذه الأمنية؟!
_______________________________________
الكاتب: حسن قاطرجي
- التصنيف:
- المصدر: