الحلول الشرعية والعملية للوقاية من النظر إلى الصور المحرمة
منذ 2021-12-19
أترك النظر إلى هذه الصور وتذكر أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
مقدمة:
الحمد لله العليم البصير، الرقيب المحيط، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، لا إله إلا هو إليه المصير، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه رسالة إلى كل من ابتلي بالنظر إلى الصور المحرمة وهي حلول شرعية وخطوات عميلة فيها وقاية• بإذن الله• من فتنة الشهوات المردية، والله أسأل أن ينفع بها ويتقبلها.
الخطوة الأولى:
يا من ابتلي بهذه النظرات، إياك ثم إياك أن تيأس من رحمة الله أو تقنط من عفو الله، فالله يقبل التوبة من عباده وكلما رجع العبد إلى الذنب فإن عليه أن يتوب ويندم، وما دام العبد يتوب ويندم ويستغفر وكان غير مصر على المعصية فهو على خير.
قال الله تعالى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
• ففي هذه الآية الكريمة يخبر تعالى عباده المسرفين الذين كثرت ذنوبهم وتراكمت عيوبهم، أن لا يقنطوا من واسع رحمته، فإنه يغفر الذنوب جميعا، لأن من صفاته أنه الغفور الرحيم.
وقال سبحانه: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82].
• وفي هذه الآية يخبر تعالى أنه كثير المغفرة والرحمة لمن تاب من معصيته، وآمن بالحق وعمل الصالحات، ثم سلك الصراط المستقيم واتبع سبيل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
• وفي الحديث عن أنس بن مالك قال: سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: «يا بنَ آدمَ، إنكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لكَ على ما كان فيك ولا أُبالي، يا بن آدم، لو بلَغَتْ ذُنوبُكَ عنانَ السماء، ثمَّ استغفرتَني غفَرْتُ لَكَ ولا أُبالي، يا بن آدَمَ، إنَّكَ لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا، لأتيتُكَ بقُرابها مَغْفِرةً» [رواه الترمذي] .
• عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التائبُ من الذنبِ، كمن لا ذنب له» [رواه ابن ماجة] .
• ولا بد أن تكون التوبة توبة نصوح صادقة، ومن أجمل ما قيل في ذلك:
• سُئِل التابعي الجليل الحسنُ البصري عن التوبة النَّصُوح، فقال: نَدَمٌ بالقلب، واستغفارٌ باللِّسان، وتركٌ بالجوارح، وإضمارٌ ألَّا يعود. زاد المسير لابن الجوزي (٣١٤/٨).
الخطوة الثانية:
عليك بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، فإنه هو العاصم من هذا الذنب، وهو الموفق سبحانه وتعالى، فردد دائمًا واستعذ بالله من هذا البلاء وقل: أعوذ بك ربي من فتنة الشهوات المردية، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك.
قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].
الخطوة الثالثة:
عندما تفكر نفسك بهذه المعصية، أصرف عنك هذه الفكرة إلى فكرة أخرى تفيدك في دينك أو دنياك.
فبداية الأمور خاطرة وفكرة فحارب هذه الخواطر والأفكار من أجل ألا تتطور إلى عزم ففعل.
• قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: قاعدة جليلة: مبدأ كل علم نظري، وعمل اختياري، هو الخواطر والأفكار؛ فإنها توجب التصورات، والتصورات تدعو إلى الإرادات، والإرادات تقتضي وقوع الفعل، وكثرة تكراره تعطي العادة، فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار، وفسادها بفسادها:
فصلاح الخواطر بأن تكون مراقبة لوليها، وإلهها، صاعدة إليه، دائرة على مرضاته ومحابه.
ومعلوم أنه لم يعط الإنسان إماتة الخواطر، ولا القوة على قطعها؛ فإنها تهجم عليه هجوم النفس، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها، ورضاه به، ومساكنته له، وعلى دفع أقبحها، وكراهته له، ونفرته منه.
فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك، اندفع عنك ما بعده، وإن قبلته صار فكرًا جوالًا، فاستخدم الإرادة فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح، فإن تعذر استخدامها رجعا إلى القلب بالمنى، والشهوة، وتوجهه إلى جهة المراد.
ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل، وتداركه أسهل من قطع العوائد.
فأنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك؛ فالفكر فيما لا يعني باب كل شر، ومن فكّر فيما لا يعنيه، فاته ما يعنيه، واشتغل عن أنفع الأشياء له بما لا منفعة له فيه؛ فالفكر والخواطر والإرادة والهمة أحق شيء بإصلاحه من نفسك، فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي تبتعد بها، أو تقرب من إلهك ومعبودك الذي لا سعادة لك إلا في قربه ورضاه عنك، وكل الشقاء في بُعدك عنه وسخطه عليك.
ومن كان في خواطره ومجالات فكره دنيئًا خسيسًا لم يكن في سائر أمره إلا كذلك.
وإياك أن تمكّن الشيطان من بيت أفكارك وإرادتك؛ فإنه يفسدها عليك فسادًا يصعب تداركه، ويلقي إليك أنواع الوساوس، والأفكار المضرة، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك، فملكها عليك.
وبالجملة؛ فالقلب لا يخلو من الفكر؛ إما في واجب آخرته ومصالحها، وإما في مصالح دنياه ومعاشه، وإما في الوساوس والأماني الباطلة، والمقدرات المفروضة، والنفس مثلها كمثل رحىً تدور بما يلقى فيها، فإن ألقيت فيها حبًّا، دارت به، وإن ألقيت فيها زجاجًا وحصىً وبعرًا، دارت به. اهـ. من الفوائد باختصار (ص، ٢٥٣، ٢٤٩).
الخطوة الرابعة:
السعي في الزواج والصيام لمن لا يستطيع ذلك، فالصيام يخفف حدة الشهوة والفكر فيها.
وهذا ما أرشد إليه أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» [رواه البخاري] .
الخطوة الخامسة:
غض بصرك فإن البصر هو سهم من سهام إبليس وإطلاقه يثير الشهوة أكثر ويدعو إلى المعصية.
قال تعالى: { قُل لِّلۡمُؤۡمِنِینَ یَغُضُّوا۟ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَیَحۡفَظُوا۟ فُرُوجَهُمۡۚ ذَٰلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِیرُۢ بِمَا یَصۡنَعُونَ* وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَیَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ }[سورة النور ٣٠ - ٣١].
وفي هذه الآية نداء من الله تعالى لأهل الإيمان.
• وعن جرير بن عبد الله البجلي قال: «سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن نَظْرةِ الفجأةِ فأمرَني أن أصرِفَ بَصَري» [ رواه مسلم].
في هذا الحديثِ أنَّ جَرِيرَ بنَ عبدِ الله البَجَلِيَّ رضِي اللهُ عنه سأَلَ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن « «نَظَرِ الفُجَاءَةِ» ، أي: البَغْتَةِ، فأمَرَه صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يَصرِفَ بصرَه، أي: أمره ألَّا يَنظُرَ مرَّةً ثانيةً، لأنَّ الأُولَى إذا لم تَكُنْ بالاختِيارِ فهي مَعفُوٌّ عنها، فإنْ أدامَ النظرَ أَثِمَ.
الخطوة السادسة:
لا تغفل عن نظر الله إليك ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك، واستحي منه فهو أحق من يستحى.
قال تعالى: { یَعۡلَمُ خَائِنَةَ ٱلۡأَعۡیُنِ وَمَا تُخۡفِی ٱلصُّدُورُ }[سورة غافر ١٩].
وقال سبحانه:
{ یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا یَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ یُبَیِّتُونَ مَا لَا یَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطًا } [سورة النساء ١٠٨].
وقال تعالى:
{أَلَمۡ یَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ یَرَىٰ }[سورة العلق ١٤].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
الحياء من الله سبحانه، فإن العبد متى علم بنظر الله إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى من الله و مسمع كان حييا يستحي أن يتعرض لمساخط ربه.طريق الهجرتين (ص، ٤٠٨).
الخطوة السابعة:
تذكر الجنة وما فيها من النعيم المقيم لمن أطاع الله وترك معصيته من أجل ذلك. قال تعالى: { وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ } [سورة الرحمن ٤٦].
• وقال تعالى: {وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِینَ غَیۡرَ بَعِیدٍ * هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِیظࣲ * مَّنۡ خَشِیَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَیۡبِ وَجَاۤءَ بِقَلۡبࣲ مُّنِیبٍ}[سورة ق ٣١- ٣٣].
• فالجنة هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر، وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحير العقل ويذهله، لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه. واستمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي:((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)) ثم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : «اقرؤوا إن شئتم» ﴿ {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:١٧] [رواه البخاري ومسلم] .
الخطوة الثامنة:
تذكر النار وما فيها من العذاب الأليم لمن عصى الله واتبع هواه.
قال تعالى: {فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلطَّاۤمَّةُ ٱلۡكُبۡرَىٰ * یَوۡمَ یَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ * وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِیمُ لِمَن یَرَىٰ * فَأَمَّا مَن طَغَىٰ * وَءَاثَرَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا * فَإِنَّ ٱلۡجَحِیمَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ * وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ * فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ }[سورة النازعات ٣٤ - ٤١].
• فالنار حرها شديد وقعرها بعيد غمسة واحدة فيها تنسي العبد كل النعيم الذي كان في الدنيا، وهي العذاب الذي يعذب الله فيه أعداءه، وسجنه الذي يسحن فيه المجرمين. وهي الخزي الأكبر، والخسران العظيم، الذي لا خزي فوقه، ولا خسران أعظم منه، نعوذ بالله منها ومن كل عمل يقرب منها.
الخطوة التاسعة:
أشغل نفسك بالطاعة، وأشغلها من الشغل المباح واملئ وقتك وإياك والفراغ، فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالمعصية أو الباطل.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولابد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولابد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين. الوابل الصيب (ص، ١١١).
الخطوة العاشرة:
• ابعتد عن كل ما يدعوك إلى ذلك ويسهل عليك ذلك من نظر أو تفكير أو صحبة أو خلوة فحاول ألا تخلو بنفسك دائما.
• وحاول ألا تستعمل شبكة الأنترنت إلا للحاجة وليس للتسلية إلا في حدود ضيقة وضيق على نفسك في هذا.
واحذر من خطوات الشيطان من أن يوقعك بهذه المعصية.
قال تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوࣱّ مُّبِینٌ} [سورة البقرة ١٦٨].
الخطوة الحادية عشرة:
تذكر العاقبة الحسنة للطاعة وبأنها تورث قوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة من الله ومن خلقه ونور في الوجه وتيسير وسعادة في الدنيا والآخرة.
الخطوة الثانية عشرة:
تذكر عاقبة السيئة وبأنها تورث الذل والفقر والظلمة في الوجه والقلب والضيق في الرزق والعسر على العبد في الدنيا والآخرة، وبغض الله وبغض خلقه.
فإنك لا تأكل اللحم المسموم وإن كان طعمه وشكله لذيذ لأنك تعلم أنه يضرك وتمرض وهكذا المعصية.
الخطوة الثالثة عشرة:
عليك بالصحبة الصالحة التي تذكرك وتقربك من الله وابتعد عن الرفقة السيئة التي تبعدك عن الله تعالى.
قال تعالى: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَكُونُوا۟ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِینَ} [سورة التوبة ١١٩].
الخطوة الرابعة عشرة:
إذا رأيت نفسك قد ضعفت فذكرها بالله واستمع للقرآن أو للموعظة لأي أحد من الدعاة مسجلة.وأهمها القرآن: {فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن یَخَافُ وَعِیدِ}[سورة ق ٤٥].
الخطوة الخامسة عشرة:
ضع لنفسك برنامجا تملئ به وقتك بالخير، وضمن هذا البرنامج وقت للمباح تقضيه مع الأهل أو الأصحاب وفي جمع من الناس.
الخطوة السادسة عشرة:
توكل الله واستعن بالله دائما فالله يعينك.
الخطوة السابعة عشرة:
تذكر نعمة البصر عليك وخف من الله أن يسلبك إياها.
الخطوة الثامنة عشرة:
نعمة البصر استخدمها في التأمل في خلق الله، وقراءة القرآن والحديث النبوي وغير ذلك من الكتب المفيدة، والنظر المباح.
ومن ذلك قراءة كتاب " الجواب الكافي " لابن القيم أكثر من مرة فهو نافع في هذا الباب.وقراءة قصة نبي الله يوسف عليه السلام وتفسيرها.
الخطوة التاسعة عشرة:
اصبر عن النظر إلى الصور المحرمة فإن الصبر هو الذي يوصلك إلى المنازل العالية والجنات الغالية.
قال تعالى: {وَٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ ٱبۡتِغَاۤءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ سِرࣰّا وَعَلَانِیَةࣰ وَیَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّیِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ * جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ یَدۡخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنۡ آبَائِهِمْ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّیَّـٰتِهِمۡۖ وَالْمَلَائِكَةُ یَدۡخُلُونَ عَلَیۡهِم مِّن كُلِّ بَابࣲ * سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ } [سورة الرعد ٢٢ - ٢٤].
الخطوة العشرون:
أترك النظر إلى هذه الصور وتذكر أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة:
لا بد من مجاهدة النفس والشيطان، و العمل بتلك الأسباب السابقة فإن الجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات، فإذا وقع الإنسان بشيء من ذلك فإنما سببه تخلف سبب من الأسباب فحاسب نفسك وراجعها، ودائما خذ بالأسباب الشرعية والعادية وتوكل على الله واستعن به، فإنه لا حول ولا قوة إلا به.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبها :
يزن الغانم
- التصنيف: