اللورد كرومر وأصول التغريب البريطاني
"إن مهمة الرجل الأبيض الذي وضعته العناية الإلهية على رأس هذه البلاد (مصر) هي تثبيت دعائم الحضارة المسيحية إلى أقصى حد ممكن، بحيث تصبح هي أساس العلاقات بين الناس."
يقول اللورد كرومر، أول معتمد بريطاني على مصر، في كتابه مصر الحديثة "Modern Egypt" الذي يعتبر خطة عمل شاملة للقضاء على الهوية الإسلامية: "إن مهمة الرجل الأبيض الذي وضعته العناية الإلهية على رأس هذه البلاد (مصر) هي تثبيت دعائم الحضارة المسيحية إلى أقصى حد ممكن، بحيث تصبح هي أساس العلاقات بين الناس."
عيّن كرومر القسيس "دانلوب" مستشارا لوزارة المعارف (التعليم)، حيث حرص على خفض رواتب المعلمين من خريجي الأزهر الشريف، دون غيرهم. وفي الوقت الذي كان فيه راتب مدرس اللغة العربية أربعة جنيهات فقط، كان مدرسو التخصصات الأخرى يتقاضون اثني عشر جنيها! فأدى ذلك إلى ضعف المكانة الاجتماعية لخريجي الأزهر ومدرسي اللغة العربية الذين أصبحوا مثار سخرية زملائهم!
كما حرص "دانلوب" على أن تكون حصة التربية الدينية "غير الإلزامية" في نهاية الجدول الدراسي، حتى يستقبلها التلاميذ وهم في غاية التعب والضجر. وكان المنهج عبارة عن نصوص تُحفظ دون فهم!
وشجع كرومر حملات التغريب وإقصاء اللغة العربية، وما كان يعرف باسم تيار التعقيل، وعلى رأسه أحمد لطفي السيد الذي استقال احتجاجا على إقاله طه حسين بعد طعنه في القرآن الكريم، حيث كان يستخدم الصحف، مثل "المقطم" و"الجريدة" و"اللطائف المصورة" كسلاح تغريبي يدعو من خلاله إلى:
- نشر الشبهات عن الإسلام.
- إقصاء اللغة العربية وتشجيع اللهجة المصرية العامية.
- قصر التعليم على طبقة الأثرياء.
- تشجيع القومية المصرية وقطع الانتماء إلى العربية أو الإسلام.
- رفض مقاومة الإيطاليين الذي احتلوا ليبيا.
- مواجهة السلطنة العثمانية.
- نشر اللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية.
لكن لم تعدم مصر الشرفاء من العلماء والأفراد الذين كانوا يواجهون هذه الحملات في كتاباتهم وصحفهم.
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: