السوسيال ..قوانين  .. وإجرام

منذ 2022-03-14

(مكتب الرعاية الاجتماعية السويدية)، هذه المنظمة التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، حيث تقوم بأخذ الأطفال – لا سيما المهاجرين (ومعظمهم مسلمين)- من أُسَرِهِمْ والزجِّ بهم في دُور رعاية

 

"السوسيال" هذا مصطلح بدأ يتكرر كثيرا هذه الأيام ويطفو على السطح، وهو يعني (مكتب الرعاية الاجتماعية السويدية)، هذه المنظمة التي ظاهرها الرحمة وباطنها من قبله العذاب، حيث تقوم بأخذ الأطفال لا سيما المهاجرين (ومعظمهم مسلمين)- من أُسَرِهِمْ والزجِّ بهم في دُور رعاية أو أُسَر أخرى دينها غير الإسلام أو تعتنق الإلحاد، وقد لا ترى طفلك طوال عمرك أو لسنين، وربما تم إخراجه من نور الإسلام ومسخه إلى الظلمات الجاهلية الحديثة، وهذا التصرف الهمجي والوحشي لا يقتصر على السويد بل موجود في دول أخرى تدين بالديمقراطية وتفتخر بتقديس هذا الوثن.

كم من الأطفال يسحب "السوسيال" كل عام؟ الجواب عشرين ألف (20000) طفل تقريبا والجريمة في ازدياد، والكثير منهم من أبناء المسلمين، والله المستعان، هذا العدد الهائل يذهب إلى دور رعاية الأطفال، أو إلى أسر أخرى قد تكون نصرانية أو يهودية أو حتى ملحدة، وقد تكون منحطة أخلاقياً وغارقة في الخمور والفواحش.

والسؤال الأهم (كيف يمكن  سحب طفل من عائلته ؟ الإجابة بسيطة ، أي جهة من جهات الدولة بما فيها المدارس أو أي شخص عادي يمكن أن يتقدم ببلاغ ، في حالة وجد قلق بشأن شيء خاص بالطفل . يمكن تقديم البلاغ عن طريق الهاتف أو عن طريق البريد الإلكتروني ، أو يمكن أن يتقدم به الشخص بنفسه لمكتب الرعاية الاجتماعية السويدية السوسيال- ،وقديكونفيبعضالأحيان البلاغ من شخص مجهول)، إذاً فِلَأتْفه الأسباب، أو حتى بدون أسباب فابنك معرض للاختطاف من قبل هذه العصابة المجرمة، والواقع أن "السوسيال" شبح يتراءى أمام عين كل أمِّ مسلمة تعيش في تلك البلاد الذين يعبدون أهوائهم كما قال تعالى: {(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)} .

وهناك آباء وأمهات ("خطف" أبنائهم بحجة أن "تربيتهم تحكمها الخلفية الإسلامية")، فكل من يربي ابنه تربية إسلامية فهو مجرم ويستحق عقوبة شديدة تنزل عليه وعلى ابنه، وذلك بالتفريق بينهم ومسخه أخلاقيا وربما طمس عقيدته قال تعالى: {(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلاَلاً بَعِيدًا)} .

وحتى يضمن هؤلاء نجاح هذا المخطط الإجرامي(فإنه لا يتم إخبار الأسرة الأصلية عن مكان أطفالها أو أي طريقة للتواصل معهم، أما الأسرة الجديدة فتحصل على امتيازات بموجب القانون السويدي، أهمها الإعفاء من الضرائب، بجانب راتب شهري يتراوح بين 20 و40 ألف كرون (4600 دولار)، فسبحان الله أصدق القائلين: {(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)} .

إن الموضوع معروف ومنتشر كما سبق، ولكن هنا بعض الوقفات أو الهمسات بين يدي هذا الخَطْب:

  • إن الدول التي تقوم بهذه الأعمال المشينة قسرا وظلما وعدوانا،  بينها قاسم مشترك هو أنها ترفع شعار العلمانية واللبرالية ووثن العصر الديمقراطية، وكثير من الناس يستغرب كيف يقومون بهذا ويدَّعون أنهم دول ديمقراطية، والواقع أنهم خالفوا الفطرة وظلموا واعتدوا وأفسدوا لكنهم لم يخالفوا الديمقراطية؛ فالديمقراطية لا يوجد فيها معيار للخير والشر أو العدل والظلم فالفيصل هو صندوق الاقتراع عدلاً كان أم ظلما، فمن يستطيع خداع الناس ويحصل على الأصوات تمنحه الديمقراطية سَنَّ ما شاء من القوانين ولو كانت ظلما ٍورذيلة كما هو الواقع في كثير من الدول الديمقراطية التي أباحت قتل الأجنة البريئة ولكن بعد التصويت على إباحته وتسميته حرية، فسبحان الله حتى هذه الأجنة البريئة لم تسلم من الديمقراطية  فـ {(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)} .
  • إن هؤلاء المجرمون الذي يتباكون على حقوق الإنسان والأطفال خاصة، يقومون بعملية تعذيب إجرامية ممنهجة، فلو خُيِّرت أمٌّ بين أن تُجلد ألفَ جلْدة أو يفرَّق بينها وبين طفلها لاختارت الجلْد، إذن فهذا عذاب شديد يمارس على الوالدين عموماً والأمهات خصوصاً والأبناء أيضاً.. {(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)} .
  • الكثير من المنافقين أو المخدوعين يحاول تبرير هذا الإجرام -أو تلطيفه على الأقل- ونقول لهم ببساطة إن معظم أمهات المسلمين مجرمات في ميزان وثن الديمقراطية هذا، لأنه قَلَّ أن تجِد أُمًّا مسلمة إلا وأمرَتْ أولادها بالصلاة، أو بالعفة، أو أي مظهر من مظاهر الشريعة الإسلامية، ومعلوم أنَّ مَن(تربيتهم تحكمها الخلفية الإسلامية) يعدون مجرمون يستحقون عقوبة قاسية عند أُلائك القوم.
  • كما أن هذا التصرف الوحشي الهمجي تعذيب للوالدين أيضا تعذيب للطفل، ومعروف تعلق الأطفال بوالديهم، خصوصا عند الصغر ومع الأمهات، فأي فطرة منكوسة عند هؤلاء فسبحان القائل: {(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)}
  • أخطر ما في الأمر هو طمس فطرة الطفل وتغيير عقيدته وإخراجه من النور إلى الظلمات فـ(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، إذن فدور المربي في ثبات أو تحريف العقيدة مؤثر وبقوة، إذا ضاعت العقيدة غابت معها الأخلاق، فكيف ترجوا أخلاق حسنة وتربية على الفضيلة ممن يرى الزواج بين ذكر وذكر حرية .. {(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ)} .
  • الحرية في دول الدول الغربية التي تفتخر بالعلمانية والديمقراطية، مثل صنم العجوة عند مشركي العرب، حيث يصنع أحدهم صنما من تمر، فإذا ألْـهَب الجوع جوفه عَمِد إلى إلهه فأكله، وهؤلاء يولولون بالحرية فإذا تعارضت مع أهواءهم كانوا أول المنتهكين لها .. {(أَفَلا تَعْقِلُونَ)} .

وفي الختام فإن الحياد عن نور الوحي يؤدي بالبشرية إلى الانحطاط إلى دركات أسفل من الحيوان، ويجعلها تتخبط في ظلمات الكفر والرذيلة؛ قال جل وعلا {(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)}

والله الهادي إلى سواء السبيل

 

سالم محمد أحمد

baamer2000@gmail.com