ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً
{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} .
(1)
{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا }
لا يرضى من يتبع الشهوات ، ولا من تشرب الشبهات أن ينكفئ على نفسه ، ويدع كارهي ذلك وما يعتقدون ، بل يسعى سعيا حثيثا بكل ما في وسعه لجذبهم إلى مستنقعه الآسن ، وليكون الكل سواء ، إذ منظر الطاهرين والمتعففين يؤذيه ، ويذكره بدنسه .
وإذا نظرت إلى واقع الحال وهذه الموجة الشرسة من أصحاب الشهوات والشبهات في الإعلام ووسائل التواصل على ثوابت الدين سوف تجد الأمر واضحا جليا ، وقد حذرنا الله في كتابه من هذا الفريق ، فاقرأ متأملا هذه الآيات من كتاب الله سبحانه :-
- { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} .
- {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } .
- {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} .
(2)
في رمضان تصفد شياطين الجن لا سيما مردتهم كما في الحديث النبوي ، أما شياطين الإنس - لا سيما من كان منهم في وسائل الإعلام - فقد جعلوا من رمضان موسما لذروة نشاطهم ، وبث وساوسهم ، وشغل الناس وصرفهم عن الخير .
وقديما كان الغالب عليهم الإلحاح على وتر الشهوات وتزيينها ، أما الآن فتفننهم في نشر الشبهات لا يقل خطورة وضلالا ، وتلك الشبهات تشمل العقائد والأحكام التكليفية والأخلاق والأسرة والمجتمع كله .
وقد أخبرنا الله سبحانه في كتابه أن في الإنس شياطين كما أن في الجن شياطين فقال سبحانه {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } كما أمرنا تعالى أن نستعيذ به من شر كل وسواس خناس سواء أكان إنسيا أو جنيا { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: