مع إيذان رمضان بالرحيل
وإذا كان الرقيق المسلم في الدنيا إذا أعتق وصار حرا لا يعود عبدا مرة ثانية ، فما بالنا بكرم الرب سبحانه إذا أعتق رقبة عبده من النار
مع إيذان رمضان بالرحيل تظل أمنية المسلم الكبرى أن لا يخرج من هذا الشهر الكريم إلا وقد غفر له ذنبه وعتقت رقبته من النار وألا يخرج منه كما دخل فيه ، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم " « رغم أنف عبد دخل عليه رمضان ولم يغفر له» "
وأما العتق من النيران فهو معنى عظيم هائل ، وفضل كبير لا يوازيه شيء ، بل هو خير من كنوز الدنيا كلها ، ومن سائر ما طلعت عليه الشمس ، ومن ناله فقد فاز فوزا عظيما ، لا خيبة بعده ولا خسران ، ويكفيك أن تتخيل عبدا يمشي على الأرض ، وقد كتب أنه من أهل الجنة ، ومن الناجين من النار .
وإذا كان الرقيق المسلم في الدنيا إذا أعتق وصار حرا لا يعود عبدا مرة ثانية ، فما بالنا بكرم الرب سبحانه إذا أعتق رقبة عبده من النار ، أتراه يعذبه ثانية ، أو يخزيه بعد هذا الإنعام والإكرام ....حاشاه سبحانه ، وهو الكريم الجواد على التمام والكمال ، بل كل كرم وجود عند العباد، فإنما هو من فيض كرمه وعطائه .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: