أولادنا والصيف

منذ 2022-05-29

ما إن تنتهي فترة الاختبارات الدراسية حتى يبدأ الآباء الجادون في البحث عن برامج متميزة لأولادهم تتسم بالمتعة والفائدة، تشغل أولادهم، وتصقل مهاراتهم. وهنا أحب أن أقف مع القارئ المربي الكريم ثلاث وقفات:

ما إن تنتهي فترة الاختبارات الدراسية حتى يبدأ الآباء الجادون في البحث عن برامج متميزة لأولادهم تتسم بالمتعة والفائدة، تشغل أولادهم، وتصقل مهاراتهم. وهنا أحب أن أقف مع القارئ المربي الكريم ثلاث وقفات:


الوقفة الأولى: التخطيط

فيجدر بنا كآباء أن نولي هذا الموضوع اهتماماً بالغاً فنخطط لمثل هذه البرامج التي نريد إلحاق أولادنا بها. والتخطيط لهذه البرامج يمر بثلاث مراحل:


1 - تحديد الاحتياج والميول:

فلا شك أننا نرغب من خلال هذه البرامج الصيفية أن نعالج جوانب القصور ونعزز جوانب القوة في أولادنا. من هنا كان لزاماً على كل أب حريص أن يجلس مع زوجته ويتباحثان في أهم الجوانب التي يريدان علاجها في ابنهم أو ابنتهم، دون إغفال لجوانب القوة التي يريدون تطويرها. وكلما كان التركيز على الاحتياجات العقلية والذهنية أكثر كلما كان تأثير البرامج أقوى.


2 - البحث عن الفرص المتاحة بحثاً تفصيلياً، فلا يكتفي الوالدان بالأسماء الرنانة، ولا بالشعارات البراقة للبرامج الصيفية، بل لا بد أن يتعرفوا على محتواها، وما سيقدم فيها، ومدى ملاءمته لاحتياجات وميول ابنهما.


3 - تحديد الخيار الأنسب من هذه الفرص المتاحة ومقارنة الاحتياجات والميول، ومدى مناسبتها للميزانية المرصودة لمثل هذه البرامج.


الوقفة الثانية: الإقناع

فالأولاد بحاجة ماسة لأن يدلفوا إلى هذه البرامج عن قناعة ورضا حتى تتحقق أعلى نسبة من الفائدة المرجوة، وهنا يحتاج الوالدان إلى المزيد من وسائل الإقناع، واختيار التوقيت المناسب لمناقشة هذه الأمور، مع التركيز على التحفيز والتشويق.


وكلما كان البرنامج يراعي ميول الابن سواء التقنية أو المهارية، فلا شك أن قبوله ورضاه سيكون أسرع.


الوقفة الثالثة: المتابعة، فلا ينتهي دور الوالدين عند دخول ابنهما في البرنامج الصيفي، بل لابد من المتابعة اليومية سواء عن طريق الابن أو الجهة المنفذة، إما بالحضور أو المهاتفة أو المراسلة.


ولا شك أنه ليست كل أسرة تستطيع أن تشرك ولدها في برنامج مدفوع الثمن، لكني أجزم أنه ليست هنالك من أسرة تعجز عن أن تجدول هذه الإجازة، وتفيد من مصادرها الميسورة لترتقي بأبنائها وبناتها.


ختاماً:

أهيب بكل أب وأم رؤومين أن يوليا هذا الأمر أهميته، ويتذكرا أن عجلة الوقت لا تقف، والفرص لا تعود. وليعلما أن الاتكالية في التربية لا تورث غير جيل هش الثقافة، هامشي الدور، ضعيف الفاعلية.


والله أسأل أن يعيننا على حمل هذه الأمانة الثقيلة، أمانة التربية.

___________________________________________________
الكاتب: عبدالله بن صالح المالكي