المشكلات الأسرية وأثرها على الأطفال
المشكلات الأسرية أمرٌ طبيعي جدًّا، ولا يوجد أسرة في هذا الكون لا تُعاني منَ المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية، فلا يُمكن العيش ضمن حياة طبيعية وسعيدة فقط ، بل يوجد بعض الاختلافات بينَ أفراد الأسرة، وخاصةً بينَ الزوجين...
المشكلات الأسرية أمرٌ طبيعي جدًّا، ولا يوجد أسرة في هذا الكون لا تُعاني منَ المشاكل الأسرية والخلافات الزوجية، فلا يُمكن العيش ضمن حياة طبيعية وسعيدة فقط، بل يوجد بعض الاختلافات بينَ أفراد الأسرة، وخاصةً بينَ الزوجين، ويعود السبب في ذلك إلى أن كل فرد في هذا العالم يمتلك شخصية وطبع مُعين منَ الممكن ألا يتوافق معَ الطرف الآخر في أمرٍ ما.
ولكن الخلافات الزوجية والأسرية تُصبح زائدة عن حدِّها إذا تَمَّ رفض الزوج للزوجة أو العكس، أو القيام بالتعنيف والسلوكيات غير الأخلاقية، والصراخ المستمر، والجو المليء بالتوتر، وخاصةً أمامَ الأطفال، فبعض الأسر تضع أطفالها في غرفة خاصة، ومن ثمَ يبدؤوا بالمشاكل ظنًّا منهم أن الأطفال لن يسمعوهم أو يراقبوهم، ولكن يحدث العكس دائمًا، فالطفل يتأثر كونهُ رقيقًا جدًّا، ولا يدرك حقيقة الخلاف الموجود بينَ والديه، فيبدأ بالبكاء والتوتر والقلق، ويُصاب ببعض الاضطرابات إذا استمرت هذه المشاكل أمامَ عينيه.
وللأسف فهذه المشاحنات تؤثر تأثيرًا سلبيًّا شديدًا على أكثر الأطفال، وقد يمتد هذا التأثير ويستمر مع الطفل في حياته المستقبلية، ومن هذه الآثار:
• نوبات التوتر والقلق: عندما ينشأ الأطفال في بيئة جدلية محاطة بالمشاكل بين الأبوين، فإنه من الممكن أن يصاب بحالة من الاضطراب العاطفي، وتبدأ العديد من الأسئلة بالتلاعب بعقل الطفل حول إذا ما كان والداه يحبانه، أو إن كانا سينفصلان، وماذا سيكون مصيرهم؟
• تأخر الأداء المدرسي: التوتر العاطفي الذي يصاب به الأطفال نتيجة المشاكل بين أبويهم، يجعل الأطفال مشتتين الانتباه نتيجة تفكيرهم في تبعات المشاكل الموجودة بالمنزل.
• المشاكل النفسية: عندما تكون النزاعات شائعة في المنزل، سواء كان ذلك ما بين الزوجين، أو بين الأهل والأولاد، أو مزيجًا من النوعين، فكثيرًا ما يصاب الأطفال بالمشاكل النفسية.
• تأثيرات دائمة: فالأطفال الذين ينشؤون بين مشاكل الأبوين المتكررة، من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ، ويكونون أكثرَ عُرضة لخطر الاكتئاب، وتعاطي المخدرات والكحول، والقيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية حتى بعد تخطِّي سنِّ المراهقة.
• التعرف على رُفقاء السوء: في حال استمر النزاع بين الأبوين فترة طويلة، قد يندفع الطفل لمغادرة المنزل لأوقات طويلة، والتعرف على أصدقاء السوء.
• الفشل العاطفي: حيث يكون الطفل قد كوَّن فكرة خاطئة عن الزواج وعن الحب، وربما يكون رافضًا لفكرة الزواج تمامًا، وهذا سيؤثر على حياته العاطفية، ويشعره بالنقص، بسبب العُقد النفسية التي تشكلت لديه حول هذا الموضوع.
• الفشل الأسري: في حال تزوَّج الطفل، فلن يكون لديه خبرة سابقة عن كيفية تشكيل وإنشاء عائلة سليمة وصحية وخالية من المشاكل، وقد يمارس نفس التصرفات المغلوطة التي قد تعلمها من أهله في أسرته ويقودها للدمار.
ولهذه المشكلات أسباب يجب على الوالدين التنبه لها والابتعاد عنها، ومحاولة علاجها قبل أن تتفاقم وتزداد؛ ومنها:
• الصمت الزوجي، فقد يكون بسبب كثرة أعباء الزوج العملية والمالية ومتطلبات الحياء، أو من الزوجة لعدم قبولها له.
• تضخيم عيوب شريك الحياة، فلكل شخص عيوبه وإيجابياته مهما كان، لذا من الخطأ التركيز على عيوبه ونسيان حسناته.
• تدخُّل طرف ثالث في الحياة الزوجية تدخلًا سلبيًّا؛ كالوالدين أو الأقارب أو الأصدقاء، فيكون سببًا في نشوء المشكلات بين الزوجين.
• التقنية والأجهزة الإلكترونية، فبالرغم من إيجابياتها على الحياة بشكل عام، فإن لها آثارًا سلبية على الحياة الزوجية.
أسأل الله العظيمَ أن يُصلح لنا أنفسنا وأزواجنا وذريَّاتنا، ويُجملنا بالخلق الحسن وبالعمل الصالح، وصلى الله على سيدنا محمد.
_____________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش