هَمَسات .. في كلمات ... (10)

منذ 2022-07-22

الإنسانية هي كلمة مطاطية يُنصَر بها الباطل ويُرفَض بها الحق، وكثير من دعاتها يعتبرون الفواحش عمل إنساني

الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين ومع الحلقة العاشـ 10ـرة من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات، والذخر بعد الممات، في يوم الحسرات، والآن مع الـ همسات:

الإنسانية هي كلمة مطاطية يُنصَر بها الباطل ويُرفَض بها الحق، وكثير من دعاتها يعتبرون الفواحش عمل إنساني، والإنكار على المستهزئ بالأنبياء عمل لا إنساني، ومن كانت مرجعيته الإنسانية فهو يجري خلف سراب، ولو سألته ما تعريف الإنساني وغير الإنساني، وما هو الضابط لما هو أنساني وغير إنساني لحار في ذلك ولم يستطع جواباً. فعلا سبيل المثال هناك سؤال أيها نقدم الإنسانية أم الدين؟، وهنا سؤال المليون: ما هو الخير الذي تدعوا له الإنسانية وغير موجود في الإسلام؟، فالإنسانية مذهب فوضوي عشوائي يشمل الكثير من الباطل والتناقضات العجيبة، وليس له زمام ولا خطام ولا مرجعية ولا أساس، وهذا عين الباطل، أما ما يدعون إليه من بعض مكارم الأخلاق فهي موجودة في الإسلام، بينما دعاة الإنسانية يتخبطون في ظلمات الجهل والخرافة والتناقض، بل والشرك أحيانا، فلنحذر ولنحذِّر منهم.

-----------------------------------------

هناك للأسف من يقلل من شأن الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك والتحذير من وسائله، والحقيقة أن هؤلاء لو تأملوا قليلا في القرآن والواقع لغيروا رأيهم، أما القرآن فالعناية فيه بالتوحيد أوضح من الواضح، وأبين من البين، يكفيك أن أول ما يقوم به الأنبياء ( {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} )، أما الواقع فنحن نعلم أنَّ ( «الدعاء هو العبادة» )، وهناك الملايين ممن يدَّعون الإسلام ويصرِفون أهم عبادة لغير الله وهذا عين الشرك، وأيضا التعلق بغير الله تعالى مستشري في الأمة، فهذا يتعلق بقبر، وآخر بولي مزعوم، وثالث بإمام يعتقد زورا عصمته، وكل هؤلاء يدعون من دون الله، ويُخافون ويُرجَون، وتسكب على عتبات أضرحتهم الدموع، وتنفق على سدنتهم الملايين، والله المستعان، ونسى هؤلاء أو تناسوا قوله تعالى:( {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} )، وقول المصطفى ( {إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّ} هِ).

-----------------------------------------

من عيوب الديمقراطية عدم الثبات، فهي تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمن لآخر، فهناك ديمقراطيات تمنع بناء المساجد، وأخرى تسمح، وكانت الديمقراطيات تحرم قتل الأجنة(الإجهاض)، وتهاجم عمل قوم لوط، وبمرور الزمن أبيح قتل الأجنة وأصبح حق، وتم تشجيع عمل الفاحشة الكبرى وأصبح مجرد مخالفتهم أو حتى عدم التصريح بتأييدهم إجرام، باختصار الديمقراطية منهجية عشوائية عمياء لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، وليس في الديمقراطية هنا معيار موضوعي للتفريق بين الخير والشر والعدل والظلم والصواب والخطأ، والسؤال المحير لهم: هل الديمقراطية حق أم باطل؟ وإذا كانت حق ما الدليل؟!!!!

-----------------------------------------

هناك دعوة خبيثة منتشرة عالميا وهي المناداة بالمساواة، أما في الإسلام فقد قال تعالى:(إن الله بأمر بالعدل ) وليس المساواة لأنها قد تكون ظلم، فعلى سبيل المثال لم تساوي الشريعة بين حق الأم والأب (أمك ثم أمك ثم أمك)، ولم تساو أيضا بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فهو معصوم اختاره الله واصطفاه، فمن سبه خرج من الإسلام ووجب إقامة الحد عليه باتفاق العلماء، وهذا ليس لآحاد أمته، والأمثلة كثيرة، بل إن الحياة تستحيل بالمساواة المطلقة، ولذا فهي شعار أجوف يرفعه كهنة العلمانية واللبرالية والديمقراطية والنسوية، أخزاهم الله، وقد يقول قائل مساواة لكن مقيدة، نقول ما ضابط هذا القيد؟ ومن أعطاهم الحق في أن يفرضوا قيودهم على المسلمين؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام والعقل.

-----------------------------------------

الجهاد نوعان: إما في سبيل الله أو سبيل الطاغوت لقوله تعالى:( {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} )، أما الجهاد في سبيل الله فضابطه (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، أما الطاغوت فـ (كل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع أو مطاع)، وكل من يحارب الإسلام اليوم من دعاة الديمقراطية أو العلمانية أو اللبرالية أو النسوية هم مجاهدون لكنْ في سبيل الطاغوت، وهناك من يجاهد من أجل التراب، يقدس تراب وطنه ويجاهد من أجله مع أن وطنه جماد، لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئا، قال تعالى:( {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} )، فإن رأيت مجاهدون في سبيل طاغوت فاحمد لله أن أنجاك من ضلالهم، ولا تنسس أن تجاهدهم، فالجهاد لا يقتصر على القتال بل يشمل الحجة والبرهان، ومنه الرد على الشبهات وتفنيدها، ومناظرة رؤوس الباطل وفضحهم، قال تعالى: ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ).

وإلى اللقاء بحلقة جديدة من الهمسات إن شاء الله تعالى.