في هذه الدنيا لا شيء يدوم
ومعنى قرب غيره : أي تغييره الحال من شر إلى خير ، ومن مرض إلى عافية ، ومن محنة وبلاء إلى سرور وفرح
في هذه الدنيا لا شيء يدوم ، فالليل والنهار يتعاقبان ( يقلب الله الليل والنهار ) والفصول تتوالى ، والسنون تمر ، والعمر يمضي ، والصغير يكبر ، والكبير يهرم ، والشباب يولي ، والصحة تضعف ، واللقاء يعقبه فراق ، ولا يرتفع شيء إلا خفض ، وكل ناع سينعى وكل باك سيبكى .
وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم «(إنّ حقاً على الله: أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه)» وكل من على هذه الأرض سيفنى ( { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } )
وكما أنه لا شيء يدوم ، فالشدة أيضا بتراء ولا بد لها من انقضاء ، والبلاء إلى زوال ، والعسر معه وبعده يسر ، والكرب بعده فرج ، والصبر معه نصر ، والليل مهما طال فسوف يعقبه لا محالة طلوع الفجر وإشراق الصباح ، ورحمة الله وسعت كل شيء ، ولطفه يدهش العقول .
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم " «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره» "ومعنى قرب غيره : أي تغييره الحال من شر إلى خير ، ومن مرض إلى عافية ، ومن محنة وبلاء إلى سرور وفرح ، وإنما يبتلي الرب سبحانه العباد لينظر كيف يعملون .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: