علمني العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.

منذ 2022-07-27

١- علمني أن الورد القرآني نبع يفيض على الروح صفاء وعلى النفس شفاء فكان الشيخ رحمه الله يختم القرآن كل أسبوعين حيث يقرأ حفظا كل يوم جزأين من القرآن وهذا في الأيام المعتادة وأما في رمضان فكان يختم القرآن كل ثلاثة أيام.

وكان رحمه الله مداوما على قراءة ورده من القرآن باستمرار يقرأه وهو ماشي إلى الصلاة ، لا يركب ، يمشي ولا يقبل أن يقاطعه أحد وهو ذاهب إلى المسجد؛ لأن هذا وقت الورد ، فإذا تأخر في قراءة الورد ووصل إلى المسجد ولم يتم ورده وقف عند باب المسجد ولم يدخل لإقامة الصلاة حتى ينهي ورده.

٢- علمني أن الصدق مرتبط بخيط الإخلاص وتطابق القول مع الفعل والتحرر من المظاهر الكاذبة حدث الشيخ بنفسه في بداية تدريسه في المجالس العلمية أنه ألقى ذات يوم درساً لم يحضر له فيه سوى طالب واحد.

٣- علمني أن لا أستنزف طاقتي وأبدد وقتي في أمور لا تخدم أهدافي كان لايقبل أن يُذكر أحد من الناس أمامه بسوء، وكان يرفض الإجابة في دروسه على الأسئلة التي تذكر فيها على وجه الاعتراض أسماء أشخاص من العلماء والدعاة المعاصرين، ويؤكد على السائل: ألم أقل لك اسأل ولا تذكر اسماء أشخاص؟

٤- علمني إماتة رغبات الذات للملذات الدنيوية ومظاهر الثروة وانضباط شخصي وروحي واتصال أكبر بالله والدارالآخرة عرض عليه الملك خالد أن يبني له دارا جديده فقال الشيخ:إنني أبني لي دارا في الصالحية وبعدذهاب الملك قيل للشيخ:ما علمنا أنك تبني دارا في الصالحية فقال:أليست المقبرة في الصالحية

٥- علمني أن الحديث عن النفس ولوكان هناك مسوغ لذلك تحدي اجتماعي ضخم يكرهه كثيرمن الناس وتستثقله الأذن وأن لاأهتم بأراء الآخرين مادام رضى الله بين عيني كان يكره الحديث عن نفسه والمبالغة في المديح مرة تحدث أحد المقدمين لمحاضرته وقال:الشيخ ابن عثيمين غني عن التعريف فغضب من هذه المقالة

٦- علمني أن أعواد المنابر لیست لنشر المخازي والفضائح والشتائم وأن تنكر المنكر ولا توغل ولا تدخل في الأمور الشائنات ولا في الأحوال غير المعنيات وألمح فيما تقصده من تصريحات وأن لا يصرح باسم الأشخاص أو الهيئات بل يلمح تلميحات من مبدأ قوله ﷺ: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا».

٧- علمني في إدارته للعمل الخيري كان لاينفرد بقرار، ويقول يعرض على المجلس ويناقش فيه الرأي ويضع كل منا في اختصاصه وينادي في كل مناسبة أن يكون للجمعيات الخيرية موارد استثمار حيث أن ما في أيدي الناس لاتدوم ومسئوليتنا الكاملة عن هذا المال الذي بين أيدينا فلا نستهين ولابريال واحد.

٨- علمني أن قيمتي الخاصة لا تتأثر بالتواضع للآخرين يقول الشيخ حمد الجطيلي: كنت بجواره في احتفال المعهد العلمي وسألني: هل لك كلمة في الحفل فقلت: لم يطلب مني ذلك فدعا مدير المعهد خلال الحفل وقال له: اجعلوا كلمة للشيخ حمد وزاد على ذلك واجعلوا كلمته قبل كلمتي فزاد من حرجي وحيائي.

٩- علمني أن الانضباط أم النجاح كان صابرا ومصابرا إذا عمل عملا داوم عليه فدروسه اليومية، والمحاضرات الموسمية، واللقاءات الشهرية واللقاء المفتوح في منزله كل خميس وغيرها، داوم عليها من غير نقص أو ملل، بل استمر على دروسه المكثفة في الإجازة الصيفية مع ظهور بوادر داء السرطان لديه.

١٠- علمني المنهجية المنضبطة في كل إنتاجه العلمي كتبا ومحاضرات ودروسا في فن التعليم وروعة التدريس وجودة التلقين لم يكن يهذ الكلام هذا ويسرد العلم سردا بل كان يتأنق ويتمهل في الإملاء ويتوقف للمناقشة ويحرك العقول بالأسئلة ويصبر على كثرة التكرار.

١١- علمني أن أملك قلبا هائلا للناس وأن لخدمتهم خيارات لا حصر لها رغم كل معاناته كان يشفع للناس ويوصي للفقراء ويعطف على المحتاجين حتى قيل له في وقت مرضه: أرح نفسك قال:الراحة في خدمة المسلمين.

________________________________________________

الكاتب: عبدالله الصاهود