نحن .... و.... الدين

منذ 2022-08-08

الدين لن تجده اليوم إلا في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فابحث عن الصادقين من علمائه ليحملوك معهم في سفينة النجاة الوحيدة.

الأسئلة الثلاثة التي تعد المدخل الأول للدار الآخرة (من ربك - ما دينك - من الرجل الذي بعث فيكم )

أسئلة أحيا الإسلام في أبنائه إجاباتها ورباهم عليها وجعلها منهج حياة من عاشها في الدنيا قادته إلى نعيم الآخرة.

الدين ليس مجرد كلمات جوفاء وإنما هي منهج عملي متكامل ينقل الإنسان إلى أبعاد وحدود مرسومة بكل دقة تضمن له السعادة والسلامة في الدنيا ثم الآخرة, هذه الحدود والشرائع والمنهج المتكامل هي الدين بذاته, هذا الدين الذي لا يصل إلى جوهره من أصر على الابتعاد عنه والجهل بكماله, كما أنه لن يذوقه حقيقة إلا من طبقة وعاشه ودار في فلكه حتى يلقى الله : {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}


وفي المقابل تجد أن أعداء هذا الدين يدافعون عن أديانهم بكل شراسة عبر التاريخ : فالمشركين (عباد الأوثان) هاجموا الرسل وتمسكوا بدينهم (دين الشرك) بكل الوسائل ....والملحدين (دينهم الإلحاد) هاجموا وجود الله ونزول الرسالات بكل الوسائل..وأصحاب المناهج المعادية للإسلام (أديان ) سواء قديمة أو معاصرة حاولوا ولازلت المحاولات في مواجهة الإسلام وأهله عبر التاريخ.

المشكلة الكبيرة هي جهل أهل الإسلام بالحدود الفاصلة بين الإسلام وغيره من الأديان والمناهج مما يشوش عليهم ويسهل مهمة التغلغل بالأفكار المنحرفة الهادمة لأصول الإسلام من خلال دعوات التقريب بينه وبين غيره من المناهج المعادية أو العمل الممنهج لهدم الإسلام دون الإفصاح عن هوية الأعداء أو جوهر عقيدتهم.

الصف العلماني اليوم يهاجم الإسلام ويحاول تشويه رجاله وآثاره وتعاليمه بكل ما أوتي من قوة, وهذا العداء وهذه الوسائل ليست بجديدة , فمشركي قريش مثلاً حاولوا بكل وضوح مجابهة الإسلام بشتى الوسائل سواء كانت وسائل تعذيب أو تشويه الداعية الأول ومن معه من دعاة, أو مواجهة الإسلام بفتح قنوات تشويش مقابلة ( مجالس حواديت رستم واسفنديار وملوك الحيرة التي كان يجلس النضر بن الحارث يقصها على الناس إذا ما جلس النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله , ثم يقول النضر : ما محمد بأفضل مني حديثاً)...وما أكثر وسائل التشويش التي يبثها (دين العلمانية) على ألسنة أبواقه أو وسائل ظهوره الفضائية والإنترنتية, سواء وسائل لهو وإشاعة فاحشة تحت مسمى الترفيه أو المبالغة والإغراق في الانتماءات الرياضية واللعب واللهو.... ولا يفطن الكثير من أبناء الإسلام إلى أن الصف العلماني صاحب منهج (دين) مقابل لدين الإسلام وأن رجاله يعملون بترتيب منظم  في الهدم وإن بدت الأمور على غير حقيقتها.

يجب على المسلم اليوم أن يفهم ما هو الدين ...وأن يعي ما المطلوب منه..وأن يعمل جاهداً على تنفيذ أوامر الله ..وأن يحاول جاهداً الابتعاد عن كل ما نهى الله عنه.

فدين الإسلام سفينة النجاة التي لن يرسو غيرها على شاطيء النجاة....وغيرها من المناهج (الأديان) يحارب أهله بكل ما أوتوا من قوة كي تنحرف سفينة الإسلام عن مسارها فتغرق في نهاية المطاف كما غرق أصحاب هذه المناهج في انحرافاتهم وأهوائهم وشهواتهم.

فانتبهوا يا أولى الألباب....

الدين لن تجده اليوم إلا في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فابحث عن الصادقين من علمائه ليحملوك معهم في سفينة النجاة الوحيدة.

أبو الهيثم
 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.