التلاعب بالمصطلحات
ومن آخر تلك الضلالات تسمية الزنا والفجور : مساكنة ، وما هي بمساكنة بل زنا صراح ، وفحش وتهتك ، وكبيرة مستوجبة للحد
التلاعب بالمصطلحات ، وتغيير الأسماء القبيحة إلى أسماء مقبولة أو على الأقل محايدة من أخطر طرق المكر والتضليل وإفساد العقول وتمرير الفواحش ونزع استقباحها من النفوس ، ومن ثم تدمير الأفراد والمجتمعات .
و إبليس لعنه الله أول من سن تلك السنة القبيحة حيث دلى الأبوين آدم وحواء بغرور ، وسمى الشجرة المحرمة عليهم في الجنة بشجرة الخلد { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} ثم تبعه شياطين الإنس في كل زمان ومكان فسموا القبائح بأسماء مقبولة ، فصار الشرك ودعاء غير الله : طلبا للشفاعة ، وتقربا إلى الله زلفى ، وصار الربا المحرم فوائد ، والخمور مشروبات روحية ، والانحلال والتهتك تقدما وتحضرا .
ومن آخر تلك الضلالات تسمية الزنا والفجور : مساكنة ، وما هي بمساكنة بل زنا صراح ، وفحش وتهتك ، وكبيرة مستوجبة للحد ، أما استحلالها فزندقة واضحة ، والله المستعان على كيد من يحبون أن تشيع الفاحشة ، ويبغونها عوجا ، ويكرهون الطهر والمتطهرين .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: