وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (ترك الظلم)

منذ 2022-09-14

قال ﷺ: «اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإنَّ الظلمَ ظُلُماتٌ يوم القيامة، واتقُوا الشُّحَّ؛ فإن الشُّحَّ أهلَكَ مَن كان قبلكم؛ حمَلَهم على أن سفَكوا دماءهم، واستحَلُّوا محارمهم»؛

عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقُوا الظُّلْمَ؛ فإنَّ الظلمَ ظُلُماتٌ يوم القيامة، واتقُوا الشُّحَّ؛ فإن الشُّحَّ أهلَكَ مَن كان قبلكم؛ حمَلَهم على أن سفَكوا دماءهم، واستحَلُّوا محارمهم»؛ (رواه مسلم).

 

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال اللهُ تباركَ وتعالى: يا عبادي، إني حرَّمْتُ الظُّلْمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا؛ فلا تظالموا...»؛ (رواه مسلم).

 

والظلم هو التَّعدِّي عن الحقِّ إلى الباطل، والتصرُّف في ملك الغير ومجاوزة الحدِّ، وعُرِّف أيضًا بأنَّه وضع الشيء في غير موضعه المختصِّ به؛ إمَّا بنُقصانٍ أو بزيادةٍ.

 

وللظُّلم أنواع وصور كثيرة؛ كظلم الإنسان لنفسه بالشرك بالله، أو التعدِّي على حدود الله، أو الصد عن مساجد الله، أو الإعراض عن آيات الله، أو ظلم الإنسان لغيره من خلال إيذائه، أو سلب أمواله دون وجه حق؛ كأكل مال اليتيم وقهره، أو عدم العدل بين الأولاد أو بين الزوجات، أو ظلم الجار أو الزوج أو الزوجة أو الشريك أو الوالدين، أو اقتطاع الأراضي والأملاك بغير حق، أو قتل النفس التي حرَّمَها الله، أو ظلم العمال والموظفين بتأخير رواتبهم، أو عدم إعطائهم حقوقهم وإنكارها عليهم؛ استغلالًا لضعفهم وحاجتهم، أو تأخير رَدِّ الدَّيْن.

 

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ ليُمْلي للظالم، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ»، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]؛ (متفق عليه).

 

قال ابن عثيمين رحمه الله: (يملي له) يعني: يمهل له حتى يتمادى في ظلمه، والعياذ بالله، فلا يُعجِّل له العقوبة، وهذا من البلاء، نسأل الله أن يُعيذنا وإياكم، فإذا أخذه الله لم يفلته، أخذه أخذ عزيز مقتدر.

 

قال سفيان الثوري: "إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنبًا فيما بينك وبين الله تعالى؛ أهونُ عليك من أن تلقاه بذنبٍ واحدٍ فيما بينك وبين العباد".

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثَلاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ ولم يُعْطِه أجْرَه»؛ (رواه البخاري).

 

قال الله سبحانه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم: 42، 43].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «واتَّقِ دعوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين اللهِ حِجابٌ»؛ (صحيح الترمذي).

 

أسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بالبُعْد عن الظلم، وأن يجعلنا من المتَّبعين لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل بيوتنا عامرةً بالطاعة والعمل الصالح وحُسْن الخُلُق، وأن يُصلح لنا ولكم الذُّرية، وصلى الله على سيدنا محمد.

___________________________________________________

الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش