قلوب العباد وأحوالها
قلوب العباد وأحوالها : حبا وبغضا ، وإقبالا وإدبارا بيد الله وحده يقلبها كيف يشاء ويصرفها كما يريد ، فمن شاء أن يرفعه من الخلق رفعه وأعزه
قلوب العباد وأحوالها : حبا وبغضا ، وإقبالا وإدبارا بيد الله وحده يقلبها كيف يشاء ويصرفها كما يريد ، فمن شاء أن يرفعه من الخلق رفعه وأعزه ، ومن شاء أن يضعه وضعه وأذله ، ومن شاء وضع له الحب والقبول بين الخلق دون سابق معرفة ، ومن شاء أبغضته القلوب ونفرت منه دون علة أو سبب ظاهر ، وهو سبحانه محمود في ذلك كله ، وحكيم عزيز في قضائه وقدره ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، ولا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون .
ومن الناس من هو قصير النظر ، ضعيف التمييز ، يشغل نفسه ويفني عمره في البحث عن مجد موهوم ، أو عز زائل ، أو صيت واسع ، وما درى أن الرفع والخفض بيد الله ، وأنه مهما روج لنفسه ، أو تشبع بما لم يعط ، أو تزين بما ليس فيه ، أو أحب أن يمدح بما لم يفعل ، فلن يناله إلا ما قدر له .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " « بل الله يرفع ويخفض » " وهو عام في رفع الأرزاق والأسعار ، والإعزاز والإذلال ، والجاه والمكانة بين الناس .
وفي الصحيح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " « إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض» "
فتأمل : كيف يوضع القبول في الأرض لهذا ، وكيف توضع البغضاء لذاك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: