بالسنان واللسان
إن الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه يعتمدان اليوم على شباب الإسلام أصحاب الهِمَّة العالية والمنهج السليم، ومن المسلَّمات عند كل أحد أنه لن ينشر الإسلام منحرف عقائديًّا أو أخلاقيًّا؛ وإنما ينشره شبابٌ مؤمنٌ ملتزمٌ سليمُ المنهج...
إن الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه يعتمدان اليوم على شباب الإسلام أصحاب الهِمَّة العالية والمنهج السليم، ومن المسلَّمات عند كل أحد أنه لن ينشر الإسلام منحرف عقائديًّا أو أخلاقيًّا؛ وإنما ينشره شبابٌ مؤمنٌ ملتزمٌ سليمُ المنهج، يسيرُ على خطى النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
ولا بُدَّ في الدعوة إلى الله من الحكمة والصبر واللين والرفق؛ فإن الله يُعطي على الرِّفْق ما لا يُعطي على غيره، وفي محكم التنزيل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
فالداعيةُ مُهِمَّتُه إنقاذُ المدعوِّ من المعاصي والمنكرات، ولن يفلح في مهمة كهذه حتى يكون الصبر دثاره واللين شعاره، وإن الدعوة متعددةُ الجوانب، كثيرةُ التشعُّبات، تارةً تكون باللسان وأحيانًا بالسِّنان، وربما يُفلِح الداعيةُ أحيانًا بالحُجَّة والبيان.
وبرغم تعدُّد طُرُق الدعوة واختلاف مسالكها إلا أنه لا بُدَّ من توافر عوامل رئيسية لكي تؤتي ثمارها، منها على سبيل المثال:
1- سلامة المنهج: فلا بُدَّ أن يكون الداعية سائرًا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، داعيًا إليه بقوله وعمله وسلوكه، مجتنبًا البدع وأهلها.
2- وضوح الهدف ومعرفة صعوبة الطريق:
فلا بُدَّ للداعية من توضيح هدفه الذي يسير إليه، وتحديد القاعدة التي يتوجَّه بالخطاب الدعوي إليها.
وعليه أن يُدركَ وعورة الطريق الذي يسير فيه وصعوبته، وليتسلَّى عن مشقته بتذكُّر أن طريق الدعوة هو طريق الأنبياء والمرسلين ومَن تَبِعَهم من الصحابة والتابعين وأولياء الله الصالحين، وليعلم الداعية أن عمله من أحسن أعمال بني آدم كما قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].
وليتذكَّر الداعية أنه إذا اهتدى على يده إنسانٌ واحدٌ فقط فكأنما حِيزتْ له الدنيا بحذافيرها، فكيف إذا اهتدى على يده عشرات ومئات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعليٍّ رضي الله عنه: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ اَلنَّعَمِ»، ويذكرني في الختام قول القائل:
بالسِّنانِ واللِّسانِ والبَنان والبَيانِ انشُروا الإسلامَ في كلِّ زمانٍ ومكان
أسأل الله أن يهدينا لما فيه خيرنا، وأن يلهمنا السَّدادَ في القول والعمل، وأن يجعلنا ممن يدعون إلى سبيله، ويدافعون عن دينه، إنه جواد كريم، وصلَّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
___________________________________________________________
الكاتب: عبدالله ميزر الحداد
- التصنيف: