حول الاحتفال بمولد الحسين رضي الله عنه !!

استشهد الحسين بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيد شباب أهل الجنة عام 61 هـ ، رضي الله عنه وأرضاه وبرأه مما نسبه إليه الشيعة من ضلالات ودسوا عليه من أباطيل ، ومما يفعله الصوفية والجهال في مولده من بدع ومنكرات وخزعبلات .

والسؤال : إذا كان الحسين رضي الله عنه استشهد عام 61 هـ فمتى بني مسجده وضريحه الموجودان في قلب القاهرة الآن ، ثم متى نشأ الاحتفال بمولده ؟

هل بعد عشر سنوات أو مائة أو حتى مائتين من استشهاده، و هل حدث ذلك في القرون المفضلة للأمة أو في ظل دولها القوية المحمودة السيرة ؟؟

والجواب عجيب فعلا !

- فأما بناء المسجد والضريح فحدث بعد ما يقارب خمسمائة عام من استشهاده - وتحديدا في عام 549 هـ - وقد أنشأته الدولة الفاطمية الشيعية الباطنية في سعيها المحموم لترسيخ التشيع بمصر ، وهو بالمناسبة ليس المسجد الوحيد الذي يزعم الزاعمون أن الحسين - جسده أو رأسه مدفون فيه - بل هناك مشاهد أخرى مزعومة في بقاع مختلفة من العالم الإسلامي .

- وأما الاحتفال بمولده في مصر فخمن معي أيها القارئ متى نشأ ، وبعد كم سنة من استشهاده رضي الله عنه ؟

نشأت تلك البدعة بعد مرور أكثر من ألف ومائة سنة من استشهاد الحسين رضي الله عنه ، والعهدة في ذلك على المؤرخ المصري الكبير الجبرتي والذي ذكر أن رجلا اسمه بدوي بن فتيح ، وكان القائم على مسجد الحسين اعتراه مرض الحب الافرنجي، فنذر على نفسه إقامة هذا المولد إن شفاه الله- تعالى-، فحصلت له بعض إفاقة، فابتدأ به ، وبعد وصف طويل لما جرى قال الجبرتي " واستمر هذا المولد أكثر من عشر سنين، ولم يزدد الناذر لذلك إلا مرضا ومقتا، واستجلب خدمة الضريح ما لاح من خساف العقول، مثل الشمع والدراهم، واتخذوا ذلك حبالة لأكل أموال الناس بالباطل " تاريخ الجبرتي 2 / 243 .

فهذا رجل خطرت له فكرة بسبب مرضه فابتدع هذا المولد ، ثم تتابعت الأجيال اللاحقة على تقليده ، ومتى في القرن الثالث عشر الهجري ، وليس في قرون الأمة الفاضلة !!

- وصدق أولا تصدق أن الفرنسيين لما احتلوا مصر عام 1798 م وكان مولد الحسين قد تعطل ضمن ما تعطل من احتفالات فإذا بهم يأمرون أهل المنطقة وما جاورها بفتح الحوانيت والأسواق لأجل مولد الحسين وشددوا في ذلك ووعدوا من اغلق حانوته بتسميره وتغريمه عشرة ريال . تاريخ الجبرتي 2 / 242 .

ويا لها من بدع وظلمات بعضها فوق بعض !!