فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (2)

منذ 2022-11-27

إقامة الصلاة...إقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها, وقيامها, وقعودها, وركعوها, وسجودها, وغير ذلك.

                                  { بسم الله الرحمن الرحيم}

الطاعة والعبادة:

    & الطاعة إذا ذاق الإنسان طمعها نشط, وابتغى طاعة أخرى, ويتغذى قلبه, وكلما من تغذى هذه الطاعة رغب في طاعة أخرى.

    & العبادة: التذلل لله عز وجل بفعل أوامره محبةً له, واجتناب نواهيه تعظيماً له, مع شعور الإنسان بمنزلته, وأن منزلته أن يكون عبداً لله عز وجل.

    & الإنسان قد يفعل العبادة في البداية بمشقة ويكون عنده نوع تعب في تنفيذها لكن إذا علم الله من نيته صدق القصد والطلب يسّر الله له الطاعة.

    & الأعمال الصالحة تطهر القلوب من أرجاس المعاصي, ولذلك تجد عند الإنسان المؤمن من الحيوية والنشاط والسرور والفرح ما ليس عند غيره ويعرف ذلك في وجهه

    • الصلاة:

    & إقامة الصلاة...إقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها, وقيامها, وقعودها, وركعوها, وسجودها, وغير ذلك.

    & صلاة غالب الناس اليوم...صلاة جوارح لا صلاة قلب, ولهذا تجد الإنسان منذ أن يكبر ينفتح عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجس التي لا فائدة منها.

    & كثير من الناس يدخل في الصلاة ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء والمنكر هو على ما هو عليه, لا لانَ قلبه لذكر, ولا تحول إلى محبة العبادة.

    & إذا طالت أحزانك فعليك بالصبر والصلاة.

    & الصلاة...من آثارها الحميدة أنها تعين العبد في أموره.

     

    & سمى بذل المال زكاة, لأنه يزكى النفس, ويطهرها.

    & سميت الزكاة صدقة, لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها.

    & سميت الزكاة لأنها تنمى الخُلُق بأن يكون الإنسان بها كريماً من أهل البذل والجود...ولأنها تنمى المال بالبركة والحماية والحفظ, ولأنها تزكى الثواب.

    & الزكاة...تزكي الإنسان في أخلاقه, وعقيدته, وتطهره من الرذائل, لأنها تخرجه من حظيرة البخلاء إلى حظيرة الأجواد, والكرماء, وتكفّر سيئاته.

    & الذين يختطفون الآن _ والعياذ بالله _ إذا طلب المُختطفون فدية فإنه يُفكّ من الزكاة, لأن فيها فكّ رقبة من القتل.   

    & أهمية الصيام, لأن الله تعالى صدره بالنداء, وأنه من مقتضيات الإيمان, لأنه وجه الخطاب إلى المؤمنين, وأن تركه محل بالإيمان.

    & رحمه الله عز وجل بعباده, لقلة الأيام التي فرض عليهم صيامها.

    & الصيام مظنة إجابة الدعاء.

    & ذكر الله يكون بالقلب, وباللسان, وبالجوارح.

    & من ذَكر الله ذكره الله, لقوله تعالى: ﴿ { أذكركم } ﴾, وكون الله يذكرك أعظم من كونك تذكره.

    & الذكر بالقلب التفكر في آيات الله, ومحبته, وتعظيمه, والإنابة إليه, والخوف منه, والتوكل عليه, وما إلى ذلك من أعمال القلوب.

    & الذكر باللسان فهو النطق بكل قول يقرب إلى الله, وأعلاه قول: " لا إله إلا الله"

    & الذكر بالجوارح فبكل فعل يقرب إلى الله: القيام في الصلاة, الركوع, والسجود, الجهاد الزكاة كلها ذكر الله لأنك تفعلها طائعاً لله وحينئذ تكون ذاكراً الله بهذا الفعل

    & ذكر الله باللسان أو بالجوارح بدون ذكر القلب قاصر جداً, كجسد بلا روح.

    • الإنفاق في سبيل الله:

    & الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله, ويسلمون من المحبطات لا ينالهم خوف في المستقبل, ولا حزن على الماضي, لقوله تعالى: ﴿ {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }

    & ينبغي للمنفق أن يتفاءل بما وعد الله, لقوله تعالى: ﴿ {والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً}

    & الصدقة سبب لتكفير السيئات, لقوله تعالى: ﴿ { ويُكفرُ عنكم من سيئاتكم }

    & الإنفاق يكون سبباً لشرح الصدر, وطرد الهم, والغم, لقوله تعالى: ﴿ ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ وهذا أمر مجرب مشاهد.

    & الإنفاق قد يحمل عليه محبة الظهور, ومحبة الثناء, وأن يقال: فلان كريم وأن تتجه الأنظار إليه, ولكن كل هذا لا ينفع, إنما ينفع ما ابتغي به وجه الله.

    & إخفاء الصدقة أفضل من إبدائها, لأنه أقرب إلى الإخلاص, وأستر للمتصدق عليه, لكن إذا كان في إبدائها مصلحة ترجح على إخفائها...فإبداؤها أفضل.

    & من أمر شخصاً بالإمساك عن الإنفاق المشروع فهو شبيه بالشيطان.

    & لا منة للعبد على الله مما أنفقه في سبيله, لأن ما أنفقه من رزق الله.

    & الإنفاق في سبيل الله غذاء للقلب, والروح.

    & القرض الحسن هو ما وافق الشرع بأن يكون خالصاً لله, من مال حلال, نفسه طيبة به, وأن يكون في محله, وأن لا يتبع ما أنفق منّاً ولا أذى.

    & توبة الكاتمين للعلم لا تكون إلى بالبيان, والإصلاح, لقوله تعالى ﴿ {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} ﴾    

    & التوبة: الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته, فيرجع من الشرك إلى التوحيد, ومن الزنى إلى العفاف...ومن كل معصية إلى ما يقابلها من الطاعة.

    & لها شروط خمسة: الإخلاص لله سبحانه وتعالى, الندم على الذنب, الإقلاع عنه في الحال, العزم على أن لا يعود, أن تكون التوبة في وقت تقبل فيه.

    & التوبة....من أسباب محبة الله للعبد.

    & قول الإنسان: " ربننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" سبب لقبول توبة الله على عبده, لأنها اعتراف بالذنب.

    & لا وصول للكمال إلا بعد تجرع كأس الصبر, لقوله تعالى: ﴿ { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثلُ الذين خلوا من قبلكم } ﴾  

    & ﴿ إن الله مع الصابرين ﴾ إذا آمن الإنسان بأن الله معه ازداد نشاطاً, وثباتاً.

    & من لم يوفق للصبر فاته خير كثير.

    & مهما بلغتك الأمور اصبر, فتهون.

    &  الذي يصبر...غالباً ينتظر الفرج لا سيما إذا صبر بإخلاص, وحسن نية, وانتظار الفرج عبادة, وباب للفرج.

    & الأنسان...إذا كان يؤمل الآجر في الآخرة, ويؤمل الفرج في الدنيا هان عليه الصبر كثيراً.

    & من سمة الصابرين تفويض أمرهم إلى الله بقلوبهم, وألسنتهم إذا أصابتهم المصائب

    & الصابرون...هم المهتدون الذين اهتدوا إلى ما فيه رضا الله وثوابه.

    • المساجد:

    & جواز منع دخول المساجد لمصلحة...فتارة تغلق أبوابها خوفاً من الفتنة, كما لو اجتمع فيها قوم لإثارة فتنة, فتغلق منعاً لهؤلاء من الاجتماع.

    & عقوبة من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها, الخزي والعار في الدنيا, والعذاب العظيم في الآخرة.

    & لا يجوز أن يوضع في المساجد ما يكون سبباً للشرك...مثل أن نقبر فيها الموتى, فهذا محرم, لأن هذا وسيلة إلى الشرك.

    & تحريم تخريب المساجد...ويشمل الخراب الحسي والمعنوي...فبعص الناس...قد يخربها معنى, بحيث ينشر فيها البدع, والخرافات المنافية لوظيفة المساجد.

    & النفاق من أعظم الفساد في الأرض.

    & المنافقون ليسوا بمؤمنين,...لكن هل هم مسلمون؟ إن أريد بالإسلام الظاهر فهم مسلمون, وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين.

    & المنافقون...أهل مكر وخديعة...من فسادهم...أنهم يعيشون بين المسلمين ويأخذون أسرارهم, ويفشونها إلى أعدائهم.

    & لا عداء أبلغ من عداء المنافقين في الأرض, ولا فساد أعظم من فساد المنافقين في الأرض.

    • المعاصي والذنوب:

    & معصية الله تعالى ظلم للنفس, وعدوان عليها, لقوله: ﴿ { ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين }

    & المعاصي والفسوق سبب للفساد في الأرض,...سبب للقحط, ونزع البركات, وحلول الآفات في الثمار, وغيرها.

    & كل معصية فهي من خطوات الشيطان, سواء كانت تلك المعصية من فعل المحظور, أو من ترك المأمور.

    & المعاصي ظلم للنفوس, وجه ذلك: أن النفس أمانة عندك, فيجب عليك أن ترعاها بأحسن رعاية, وأن تجنبها سوء الرعاية.

    & المعاصي...توجب وحشة بين العبد وبين الله عز وجل والمعاصي يجر بعضها بعضاً

    & الإنسان إذا وقع في قلبه همّ بالسيئة أو الفاحشة فليعلم أنها من أوامر الشيطان, فليستعذ بالله منه.

    & الإنسان صاحب المعاصي مظلم الوجه, كاسف البال, ولو فرح بما فرح من زهرة الدنيا فهو فرح خاسر.

    & الذنب إذا كان فيه تعدّ على العباد فإن الله قد يجمع لفاعله بين العقوبتين: عقوبة الدنيا, وعقوبة الآخرة.

    & "الخطيئة" ما يرتكبه الإنسان من المعاصي عن عمد, وأما ما يرتكبه عن غير عمد فيسمى " أخطاء" ولهذا يفرق بين مخطئ, وخاطئ, الخاطئ ملوم, والمخطئ معذور.

                             كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ