التقويم التاريخي :المغلوب مولع بتقليد الغالب
التقويم التاريخي بالأشهر والسنوات ليس مجرد أمر تنظيمي أو عرفي محض ، إنما هو تعبير صادق عن هوية كل أمة من الأمم وحضارتها وتاريخها وثقافتها ، وقبل ذلك دينها .
التقويم التاريخي بالأشهر والسنوات ليس مجرد أمر تنظيمي أو عرفي محض ، إنما هو تعبير صادق عن هوية كل أمة من الأمم وحضارتها وتاريخها وثقافتها ، وقبل ذلك دينها .
والتقويم الهجري عندنا نحن المسلمين مكون أصيل لهوية أمتنا ومرتبط بكثير من عباداتنا ، فحول الزكاة هجري ، والصيام والحج مرتبطان بأشهر عربية ، وأحداث أمتنا الكبرى مرتبطة بتاريخنا الهجري ، وعمر المسلم - الذي هو في الغالب بين الستين والسبعين - مقوم بالهجري لا الميلادي .
وللأسف الشديد فإن المغلوب مولع بتقليد الغالب ، والحضارة المسيطرة تفرض لغتها وتقويمها وثقافتها وعاداتها ، ومن ذلك التقويم الميلادي الذي صار الآن ذا طابع عالمي ، ومشتركا إنسانيا يفرض على الناس الأخذ به.
واحتفاء الناس الشديد والمبالغ فيه حاليا بمقدم عام ميلادي جديد ( 2023 م ) وتبادل التهاني ، وربط البعض مشاريعهم وأمنياتهم وخططهم المستقبلية به - بل صار البعض يعدد ما قرأه في العام الميلادي السابق من كتب شرعية - ربما أفضى إلى إهمال التاريخ الهجري أو تحويله لفلكلور يتذكره الناس في رمضان والأعياد وينسونه طوال العام .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: