لماذا يحرقون القرآن الكريم
مع حرص الغرب على احتلال البلاد الإسلامية منذ مئات السنين، والحيلولة دون تحرر – فضلا عن تقدم – أي بلد إسلامي، ومع حرصه على استنزاف تلك البلاد، وشنّ حروب التغريب عليها، ومحو هويتها ولغتها
مع حرص الغرب على احتلال البلاد الإسلامية منذ مئات السنين، والحيلولة دون تحرر – فضلا عن تقدم – أي بلد إسلامي، ومع حرصه على استنزاف تلك البلاد، وشنّ حروب التغريب عليها، ومحو هويتها ولغتها، ودعم النزعات القومية والعرقية فيها، إلا أنه ما يزال يشوه صورة الإسلام والمسلمين، ويدعم حرق القرآن الكريم، مع أنه لا يجرؤ على حرق أي كتاب ديني آخر، أو أي رمز لأصنام الشذوذ أو الليبرالية أو العلمانية التي يعبدها!
فالغرب لا يخشى الديانات القومية، مثل البوذية واليهودية، لأن أصحابها منغلقون على جنسهم، ويؤمنون بأن دينهم لا يستحقه غيرهم! لكن الغرب يخشى الإسلام؛ لأنه دين عالمي يتحرّك خارج أرضه، ليهدي العالمين.
والغرب لا يخشى الإسلام الطقوسي الذي ينحصر في المظاهر والشعائر، ويندثر بين صفحات الكتب، وينزوي بين جدران المساجد، لكنه يقاوم ظاهرة إقبال المشاهير على الإسلام بعد دراسته، ويخشى الإسلام الذي يدعو إلى أي يقظة أو تقدم للشعوب المغلوبة، لا سيما أنه دين الفطرة، وإذا عُرض دون تشويه، فسوف تقبل عليه الشعوب.
ويحرق الغرب القرآن الكريم لأن رسالته تملك كل مقومات الحضارة والبعث الفكري، وتملك كل ما يلزم الشعوب الذاهلة لكي تنهض من عِثارها، وتقاوم سطوة الغرب عليها. وأكثر ما يرهب الغرب من المسلمين: بعثهم ووحدتهم التي يمكن أن تُفقد الغرب كنزه الثمين الذي يستلبه عبر العصور.
ولم يكن من قبيل المصادفة اختيار سفارة تركيا في السويد، لحرق نسخة القرآن الكريم أمامها؛ لما لتركيا من امتداد تاريخي وجغرافي في أوربا، وصراع قديم مع الغرب الصليبي.
إنّ الغرب الذي يستعبد غيره من الشعوب، سوف يشّن كل الحروب القذرة، حتى لا يصل القرآن الكريم إلى عقول وقلوب شعوبه التي تمردت على سلطان الكنيسة!
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: