فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (2)

منذ 2023-02-14

بعض الفوائد المختارة من المجلد الثاني, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الثاني, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (248) إلى رقم (602) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

& لا ينبغي أن تستحيى من العلم. لكن بعض الناس يستحيى أن يسأل خشية أن يكون الأمر واضحاً ثم يقول الناس: ما أغفل هذا! وما أبلد ذهنه!...ثم يسكت ولا يدري لعل هذا الذي يظنه واضحاً مشكل على كثير من الطلبة, وهذا غلط.

& بعض الناس يقول أخاف أن يكون هذا السؤال مضحكاً فنقول إذا كان مُضحكاً فأدخل السرور على إخوانك إذا كان لا يُؤثر عليهم في علمهم وفي أخلاقهم.

  • الزاهد والورع في اكتساب المال

& الزهد نرك ما لا ينفع في الآخرة, والورع ترك ما يضر في الآخرة, فالذي يكسب المال بطريق محرم ليس بورع, والذي يكسبه بطريق مباح, وعنده ما يكفيه,...فهذا متورع, ولكنه ليس بزاهد, والذي يترك المال إلا ما ينتفع به في الآخرة فهذا زاهد.

& الصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار, والصدقة من فوائدها أنها تدفع ميتة السوء فتكون سبباً لحسن الخاتمة, والصدقة تكون ظلاً على صاحبها يوم القيامة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام « كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس» 

  • من أسباب المودة بين الرجل وبين زوجته:

& قرب عائشة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت تباشر تطيبه رضي الله عنها وجزاها عنا خيراً حيث أكرمت نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا لا شك من الخصال الحميدة, ومما يوجب قوة المودة بين الرجل وبين زوجته  

& ينبغي للإنسان مع أهله أن يكون لطيفاً سهلاً ليناً يتنزل معهم إلى المستوى الذي هم عليه.  

& فراش المرأة وزوجها واحد, لقوله: (( «على الفراش الذي ينامان عليه» )) وهذا هو السنة والأفضل والأكمل والأقرب للألفة, خلافاً للمترفين التالفين الذين يدّعون أن المرأة تكون في فراش وحدها, والرجل في فراش وجده.

  • الاعتزاز بالدين والفخر به:

& الواجب أن يكون الإنسان معتزاً بدينه فخزراً به إذا عارضه فيه أحد يقول نعم أنا مسلم أنا مؤمن وليعلم أن مثل هذه الكلمات بالنسبة للكافر كأنها رصاص في صدره إذا خرجت من قلبٍ مخلصٍ لأن الكلمة إذا خرجت من قلب مخلص انهار العدو

& إن قال قائل: إذا قلنا: إن تارك الصلاة كافر كان كثير من الناس كفّار ! قُلنا: إذا قلنا: إن تركها كفر ارتدع الناس, وصلوا.

  • الله قد يُيسِّر للتيسير من لا يخطر على البال أن يفعل:

& الله قد يُيسِّر للتيسير من لا يخطر على البال أن يفعل, فإن الله يَسِّر موسى عليه الصلاة والسلام حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فرض الله عليه وعلى أمته؟ فقال: كذا وكذا.

السماح للصبي بالتفريج عما في نفسه:

& إذا أصاب الصبي ما يقتضي بكاءه, وتركته يبكي, فإنه بعد البكاء سوف يستأنس ويتسع صدره, لأنه فرج عن نفسه, وإذا كبته يبقى متغلقاً, نعم قد يسكت ويوافق ويخاف من الضرب, لكنه يبقى متغلقاً, لأن الذي في نفسه لم يُفرج عنه.

& قد ذبحت دجاجة وخرجت روحها وشققت بطنها وإذا قلبها ينبض مرّة مع جانب ومرّة مع الجانب الآخر لأن القلب فيه مضحة تدفع الدم وشيء يستقبل الدم وقد وجدت هذا بعد أن ماتت وبردت فالله على كل شيء قدير.

  • رجاء الخير من حضور الناس يوم العيد:

&يُرجى الخير من حضور الناس يوم العيد لقوله صلى الله عليه وسلم وليشهدن الخير وذلك أن المسلمين يجتمعون لأداء صلاة تُعتبر شكر لله عز وجل على ما أنعم به من إتمام الصيام في عيد الفطر ومن إتمام العشر الأوائل من ذي الحجة في عيد الأضحى

  • الإنسان قد يبحث عن شيء وهو قريب منه:

& الإنسان قد يبحث عن الشيء بحثاً دقيقاً وهو قريب منه وهذا يجرى في حياتنا...

والعامة يقولون: كان يطلب ولده ويبحث عنه وهو على كتفه...وحدثني شيخنا بن سعدي رحمه الله قال: كنت عصاي معي بيدي وكنت أقلب الأرض أبحث عنها

  • من نام عن صلاة في مكان حتى خرج وقتها فالأفضل أن يصليها بمكان غيره

& الإنسان...إذا نام عن صلاة الفجر في مكان فينبغي له أن يصلى في غيره, لأن المكان الأول حضره فيه الشيطان, فمثلاً: إذا نام عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس فهذا تقول: الأفضل أن تُصلى في غرفة أخرى.

ـــــــــــــ

  • تمام محبة الله سبحانه وتعالى للصلاة, وعنايته بها:

& تبين من النصوص تمام محبة الله سبحانه وتعالى للصلاة, وعنايته بها, حيث فرضها خمسين صلاة في كل يوم وليلة, ثم بمراجعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إياه قال: إنها خمس بالفعل, وخمسون في الميزان.

  • كلّ ما ألهى عن الطاعة أو تمامها فهو فتنة:

& قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «كنتُ أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة, فأخاف أن تفتنني» ))...في هذا الحديث دليل على فوائد, منها:...كلّ ما ألهى عن الطاعة أو تمامها فهو فتنة, يُؤخذ من قوله: (( «فأخاف أن تفتنني» ))

  • الحجامة:

& مسألة: هل الحجامة سُنة أو هي دواء؟ الجواب: الثاني, وليست من السنن المطلوبة حتى نقول للناس احتجموا, بل نقول من احتاج إليها فهي سُنة تداوى بها النبي عليه الصلاة والسلام.

& قيل لي: إن الإنسان إذا اعتادها فإنه جاء وقت الحجامة يهيج به الدم, ويتأثر حتى يحتجم, وأما من لم يعتدها فلا يضره فقدها.

  • اليسرى هي التي تكون للأذى,

& من سوء الأدب أن بعض الناس إذا استنثر أمسك أنفه بيمينه, فنقول: إذا استنثرت فأمسك الأنف باليسار من أجل أنه إذا حصل أذى يكون في اليد اليسرى

& لا نرى إطلاقاً أن تتساوى مناهج النساء والرجال, لأن من مناهج الرجال ما لا تحتاج إليه النساء, ومن مناهج النساء ما لا يحتاج إليه الرجال, أو تكون حاجتهم أقل

ــــــــــــــــــــــ

  • مبادرة الجنب إلى الاغتسال أو الوضوء:

& الإنسان الجنب...الأفضل أن يبادر إما بالغسل, وإما بالوضوء, والغسل أفضل لأنه أسرع في إعادة نشاط البدن إليه من الناحية الصحية, ولأنه إذا تتطهر تمكنت الملائكة من القرب منه, والملائكة لا تقرب من الجنب حتى يغتسل وهذه فائدة مهمة

& الأناشيد الإسلامية إذا لم يكن فيها محذور فلا مانع منها, لكن قيل لي: إنها تحولت إلى نغمات كنغمات المُغنيّن, وإن فيها أصواتاً مُطربةً وفاتنةً, فإذا كان الأمر كذلك قلنا بمنعها.

  • الخسوفات التي تحصل في الأماكن التي ليس فيها سكان إنذار:

& هل الخسوفات التي تحصل أحياناً في بعض البلاد تُعدُّ من عذاب الله ؟ إذا كانت في قرية معروف أهلها بالظلم فهي من العذاب, وأما إذا كانت في نواحٍ بعيدة ليس فيها سكان فلا, ولكنها إنذار.

  • ملاطفة من يكون بينك وبينه غضب حتى يزول غضبه وما في قلبه:

&قوله عليه الصلاة والسلام ( «قُم أبا تراب قُم أبا تراب» ) يقال أن أحب كنية إلى علي رضي الله عنه هذه الكنية لأن النبي عليه الصلاة والسلام كناه بها في هذا الحديث دليل على ملاطفة من يكون بينك وبينه غضب حتى يزول غضبه وما في قلبه.

  • خروج الزوج من المنزل إذا غاضب زوجته:

& الرجل إذا غاضب زوجته فلا بأس أن يخرج من البيت...لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه, ولأنه صلى الله عليه وسلم حين غاضبته زوجاته انفرد عنهن, وانعزل في مشربة له.

خطورة ترك الجلوس في مجالس الذكر:

& خطورة ترك الجلوس في مجالس الذكر لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه ) وأنه ينبغي للإنسان إذا مرّ بحلقة ذكر ولم يكن هناك شغل أهم أن يجلس, حتى لا يكون ممن أعرض, فأعرض الله عنه.

  • الخشوع في الصلاة في المساجد البعيدة عن الترف والزخرفة:

& هل خشوع الناس في هذه المساجد المُترفة كخشوعهم في المساجد الأولى؟ أنا جربت هذا وهذا, أما اعتبار المكان فلا شك أن المكان الأول أخشع للإنسان وقد كنا نأتي إلى المسجد ليس فيه إلا سراج صغير...لكن يجد الإنسان لذة وخشوعاً.

  • خروج الإنسان بأهله إلى المنتزهات:

& جواز خروج الإنسان بأهله إلى المنتزهات, لكن بشرط ألا يكون هناك محذور, فإذا لم يكن هناك محذور, وقالوا: نريد أن نذهب لنُروّح عن أنفسنا, ونشهد ما كان مباحاً من اللعب فلا بأس بذلك.

  • إكرام الكافر إذا رُجي إسلامه:

& الإنسان الكريم إذا أُكرِم مُلِك, ولهذا لما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة رضي الله عنه وقالوا: (أطلقوا ثُمامة) ذهب واغتسل وأسلم فدل ذلك على إن إكرام الكافر إذا رُجي إسلامه فلا بأس به, وأن هذا من باب التأليف على الإسلام.

  • إعلان الإسلام في المسجد من السُّنة:

& إعلان الإسلام في المسجد من السُّنة, وعلى هذا فما يفعله الناس اليوم إذا أسلم الكافر جيء به إلى المسجد وأعلن إسلامه فيه يكون له أصل في السنة, وهو حديث ثُمامة بن أثال رضي الله عنه

البكاء على ما فات من أمر الدين وما انتهك من الحرمات:

& جواز البكاء على ما فات من أمر الدين وعلى ما نتهك من الحرمات أيضاً...ولا شك أن كل إنسان في قلبه حياة إذا رأى انتهاك المحرمات أو تضيع الواجبات لا شك أنه سيتألم, وإذا كان سريع البكاء فإنه سوف يبكى.

  • نصح الوالد بحكمة ولين:

& الواجب أن تنصح والدك ولكن استعمل الحكمة واللين...ولا تقل: يا رجل! اتق الله, وخف ربك, كيف تعمل هذا العمل؟ فهذا لا يليق لكن قل كما قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: " يا أبت " كلام لطيف, لأن مقام الوالد يجب أن يكون محترماً

  • الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر:

& الصلاة...تنهى عن الفحشاء والمنكر وتعين الإنسان على التقوى, والمراد بذلك الصلاة التي يجتمع عليها القلب والجوارح, فأما صلاة الجوارح التي هي صلاة أغلب الناس اليوم فإنه لا يحصل بها هذه المزية العظيمة وهي أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر

  • الضرر في تكلم طلبة العلم بعضهم في بعض:

& مجتمعنا اليوم مع الأسف يُفكك بعضه بعضاً ولا سيما بين طلبة العلم الذين صار كلام بعضهم في بعض هو أحلى ما ينطقون به وألذ ما يتكلمون به...حتى أصبح طلبه العلم بعضهم مع بعض أشدّ من تسلط العوام عليهم, ولا شك في ضرر هذا.

  • الحذر من فرح المسلم بخطأِ أخيه ونشره:

& إذا حصل خطأ من أحدهم حاول أن يدرأ هذا الخطأ إما بالاعتذار عنه, أو بيان أنه ليس بخطأ...أما أن يفرح بخطأ أخيه ثم يطير به في الآفاق فهذا من صفات المنافقين والعياذ بالله فهم الذين يفرحون بزلل المؤمنين وينشرونه بين الناس. فإلى الله المشتكى

الغناء:

& الغناء الحالي فهو حرام, لأنه دعوة إلى الشر والفساد والفتنة, ثم هو مصحوب بالآت اللهو كالموسيقى وما أشبهها.

  • كتاب نافع مفيد لطالب العلم:

& شيخ الإسلام....كتابه " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان "... هذا الكتاب النافع المفيد لطالب العلم.

  • نصيحة الإنسان القادر بالحضور إلى المسجد ماشياً

& أنصح الإنسان القادر على المشي أن يأتي إلى المسجد يمشى, لأن المشي فيه فائدة كبيرة للبدن, وإذا تعود الإنسان ألا يسير إلا بسيارة حصل عليه ضرر.

  • كراهة النوم قبل العشاء:

& كراهة النوم قبل العشاء إنما هو لأجل أن الإنسان إذا نام فإما أن يستغرق في النوم فلا يقوم وإما أن يقطع نومه فيكون في ذلك الغَلَق والقلق, لأن كثيراً من الناس إذا قام قبل أن يشبع من النوم صار معه غَلَق وقلق, ورُبما أرق أيضاً.  

  • حديث الإنسان مع أهله:

& حديث الإنسان مع أهله...فيه مصلحة عظيمة, وهي ائتلاف الأسرة, وإدخال السرور عليها, وإعطاء النفوس حريتها في مثل هذا الحديث.

  • تأخير السحور:

& الأفضل تأخير السحور, لأنه ليس بين فراغ النبي صلى الله عليه وسلم من سحوره, وبين دخول وقت الصلاة إلا قدر خمسين آية, وخمسون آية تكون عشر دقائق أو أقل, والمعتبر في مقدار الآية: المتوسط.

                        كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ