فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (4)
بعض الفوائد المختارة من المجلد الرابع, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (948) إلى رقم (1394)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الرابع, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (948) إلى رقم (1394) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- الجهر بالتكبير:
& إذا كان الجهر بالتكبير يُؤذي من حولك فإنه يكون سراً, لأن كل عمل مشروع يحصل فيه التشويش فهو ممنوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال (لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة) وأمرهم أن يُسروا
- عدم التعجل في الإنكار:
& ما درج عليه الناس, ومشوا عليه من أزمنة متطاولة, فلا تتعجل في إنكاره, بل تأمل, لأنه رُبما يكون عندهم من العلم ما ليس عندك, وأنا لست أقول: لا تُنكر, وإنما أقول: لا تتعجل, بل تأن, واطلب الأدلة, ووزان بينها, وابحث.
& ما كان عليه جمهور العماء فلا تُسرع في إنكاره, لأن جمهور العلماء إلى الصواب أقرب من الأقل....وأنا لست أقول: لا تردَّ عليهم, أو لا تخالفهم, بل خالفهم إذا بان الحق, لكن تأنّ في الموضوع.
- المعازف:
& الأصل أن المعازف جميعها حرام, ولا يُستثنى منها إلا ما جاءت به السنة...لا يجوز من آلات العزف إلا الدف, والدف: هو ( الطار) الذي ليس له إلا وجه واحد
- حفظ السلف الصالح للوقت:
& كان ابن عمر رضي الله عنهما يُكبر بمنى...ويكثر من هذا فيُكبر خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه, وهذا يدل على حفظ السلف الصالح للوقت, وأنه لا يضيع وقت من أوقاتهم إلا وقد شغلوه بذكر الله.
- إيقاظ الأهل لصلاة الفجر, وللوتر:
& الإنسان ينبغي له أن يحث أهله على أن يكون وترهم في آخر الليل لأنه أفضل لكن إذا كان يشق على المرأة أن تُوتر آخر الليل وأوترت أول الليل فلا يوقظها إلا لصلاة الفجر وأما إذا لم يكن هناك مشقة فالأفضل أن يوقظها فتوتر في آخر الليل.
- خروج النساء:
& النساء الأبكار يلزمن البيوت ولا يخرجن, وهذا هو أدب نساء الصحابة رضي الله عنهن, وهو أيضاً أدب النساء قبل أن تنفتح علينا الدنيا ويأتي من لم يعرف حكم هذا الحياء ولزوم البيوت حتى جعلوا الشابات يخرجن في الأسواق ولا يُبالين بهذا.
& لا بُدّ للمرأة إذا خرجت إلى السوق أن يكون لها جلباب, والجلباب: بمنزلة العباءة, وأنها لا تحرج بثياب البيت التي تَصِفُ حجم المرأة: كتفيها, ورقبتها, وخصرها, وما أشبه ذلك.
& تخرج المرأة غير مُتطيبة ولا مُتبرجة, ويقيها الله الشرّ.
- تمريض المرأة للرجل:
& يجوز للمرأة أن تُمرِّض الرجل...لكن بشرطين: الأول: الضرورة, فإذا لم يوجد مُمرض للرجال الثاني: أن تؤمن الفتنة, فإن لم تؤمن الفتنة فالتمريض حرام...فيختار أن تكون الممرضة إذا دعت الحاجة إليها من كبار السن الاتي لا يخشى منهن الفتنة.
ـــــــــــ
- الكسوف:
& الكسوف إنذار من الله عز وجل لعقوبة انعقدت أسبابها.
& كُنّا في زمن مضى إذا حدث الكسوف تجد رهبةُ عظيمة من الناس, وبكاءً شديد, ويخرجون إلى المساجد خاشعين متذللين, أما الآن فأصبح وكأنه أمر عادي, بسبب نشر أخباره قبل أن يقع.
& الكسوف...حدث عظيم يجب أن نعظمه, وما يدرينا فلعل العقوبة قريبة ؟ أن تكون زلازل, أو أن يكون فساد في الأرض, أو ما أشبه ذلك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( يُخوف الله بهما عباده ))
& نرى أن صلاة الكسوف فرض كفاية إذا قام بها من يكفى سقط عن الباقين وإن تركها الناس كلهم أثموا كلهم, لأنه لا يمكن أن يكون الله عزوجل ينذرنا بهذه الآيات ثم نبقى على فرشنا...هذا على الأقل فيه سوء أدب مع الله...وعدم اكتراث بإنذاره.
& إذا وقع الكسوف أُمِرَ بأربعة أشياء: الدعاء, والتكبير, والصلاة, والصدقة.
& النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيل الصلاة في الكسوف, حتى أن بعض الناس يُغشى عليه من طول القيام.
- لو يعلم الناس عظمة الله جل وعلا لبكوا كثيراً وضحكوا قليلاً:
& لو يعلمون ما يعلم الرسول عليه الصلاة والسلام من عظمة الله وجلاله وعقوبته وغير ذلك, لكان الناس يبكون كثيراً ويضحكون قليلاً.
- الطراطيع:
& منعها واجب لأنها تؤذي الناس وتزعجهم فأحياناً يريد الإنسان أن ينام ولا يستطيع النوم منها ورُبما تُسبب حرائق لأن بعضها يطير إلى فوق ثم ينزل في أيِّ مكان
ــــــــــــــ
- الحصر عن الثوب ليصيبه المطر:
& الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحسر عن ثوبه حتى يصيبه المطر ويقول: ( لأنه حديث عهد بربه ) وهذا من شدة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لله أن يُحبَّ أن يمسه أحدث الأشياء بالخلق, وهو المطر.
- الزلازل المعنوية:
& قوله: ( وتكثر الزلازل ) المراد بالزلازل: زلازل الأرض فتكثر زلازل الأرض في المكان القريب والبعيد, ويمكن أن يقال إن الزلازل تشمل الزلازل المعنوية التي تكون بالأفكار الرديئة المنحرفة فيأتي الفكر الخبيث ويأتي ما هو أخبث منه وأشرُّ.
- كل ما يصدُّ عن دين الله فإنه فتنة:
& قوله صلى الله عليه وسلم : ( وتظهر الفتن ) الفتن: جمع فتنة, وهي عامة تشمل الفتن في العقيدة, وفي الأخلاق, وفي الأموال, وكلُّ ما يصدُّ عن دين الله عز وجل فإنه فتنة...وقد ظهرت الآن فتن مُتعددة من أخلاق وأفكار وعقائد وغيرها.
- عذاب القبر:
& عذاب القبر.... هو على الروح في الأصل, وربما تتصل بالبدن...من كانت ذنوبه يسيرة فإنه لا يدوم, وإنما يعذب قدر ذنوبه, ثم ينقطع, ومن كانت ذنوبه كثيرة, أو كان كافراً, فالظاهر أنه يدوم, ويُعذَّب إلى أن تقوم الساعة.
& الأصل عدم سماعه, ولكن قد يكشف الله تعالى ذلك, كما كشف ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم حين مرّ بقبرين, فقال: ( إنهما ليعذبان, وما يعذبان في كبير! أما أحدهما فكان لا يستتر من البول, وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
& المعذبون في قبورهم قد ينقلون من قبورهم إلى نار جهنم
ــــــــــــــ
- عرض العلم بصيغة الاستفهام:
& ينبغي للمُعلِّم أن يعرض العلم بصيغة الاستفهام ليكون ذلك أحضر لقلبه حيث قال: (هل تدرون ماذا قال ربكم ؟) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم لا يعلمون بذلك, لكنه أتى بصيغة الاستفهام من أجل أن يكون ذلك أنبه لهم.
- قراءة سورة السجدة والإنسان كاملتين في صلاة فجر الجمعة:
& من الناس من يقرأ نصف سورة السجدة, ونصف سورة ( هل أتى) وهذا...غلط فيقال...إن كان بك قدرة على أن تقرأ السورتين جميعاً فهذا المطلوب وإن لم يكن بك قدرة فاتق الله ما استطعت واقرا من غيرهما أما أن تشطر سنة ثبت كاملة فلا ينبغي.
- الخروج على الأئمة أوله كلام وآخره سهام:
& الخروج على الأئمة أوله كلام وآخره سهام, ولا مانع أن نقول: إن الكلام الذي يُؤدي إلى ايغار الصدور على الأئمة أن نقول: إنه خارجي, ولهذا قال العلماء: إن الذي قال للرسول عليه الصلاة والسلام: "اعدل " إنه أول خارجي.
- يُشدد على بعض الناس قدراً إذا صار يزيد على المشروع في العبادة:
& يُشدد على بعض الناس قدراً إذا صار يزيد على المشروع في العبادة, كالذي يزيد في الوضوء على ثلاث مرات فإنه في الغالب يُشدِّد الله عليه فيُلقي في قلوبه الوساوس والشك حتى يبقى يتوضأ ساعة أو ساعتين فعليك برخصة الله...واحمد الله على نعمه
& تأثير العمل الصالح على نشاط الإنسان وطيب نفسه:
&قوله عليه الصلاة والسلام (فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) دليل على فضل العمل الصالح وأن له تأثيراً حتى على نشاط المرء وطيب نفسه وأن عدم العمل الصالح يؤثر على الإنسان في نفسه وعزمه ولهذا قال: كسلان
ــــــــــ
- زيادة صححها شيخنا السلفي ابن باز:
& لفظ (صلاة الليل مثنى مثنى) فمتفق عليه...وأما زيادة (والنهار) فهي كلمة اختلف الحفاظ رحمهم الله في زيادتها فمنهم من أنكرها ومنهم من صححها وممن صححها شيخنا السلفي عبدالعزيز بن باز رحمه الله فإنه قال إن هذه الزيادة صحيحة
- الأمة الإسلامية تدعو للإنسان الصالح:
& الإنسان إذا كان صالحاً فإن كل الأمة الإسلامية تدعو له في صلواتهم: " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" جعلني وإياكم من الصالحين.
& الشيء الذي لا يشك فيه, ولا يتردد فلا استخارة.
& قال العلماء رحمهم الله: إذا بقي متردداً بعد الاستخارة فليُعدها مرة أخرى...وكم يكرر ذلك من مرة ؟ نقول: الظاهر أنه يكرر ثلاث مرات
& الظاهر أنه إذا لم يتبين له شيء بعد الاستخارة أنه يشاور ذوي الرأي الذين جمعوا بين الدين والأمانة والمحبة لهذا الشخص.
- حجرة النبي صلى الله عليه وسلم:
& صغر حجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, لأن عائشة رضي الله عنها كانت إذا اضطجعت تمدُّ رجليها في قبلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
- الاستعمال الدائم للأوراد الشرعية لتحفظنا من الشيطان:
&الشيطان قد يعرض لأتقى عباد الله وإذا كان قد يُسلط على أتقى عباد الله فما بالك بمن دونه ولذلك ينبغي لنا أن نستعمل دائماً الأوراد الشرعية التي تحمينا من الشيطان.
ــــــــــــ
- كثرة الدعابة مع الناس:
& لا ينبغي أن تُكثر الدعابة مع شخص, لأنه رُبما يمتهنك في موضع لا تحبُّ ذلك فيه, لأنه اعتاد أنه لا كلفة بينكما, فرُبما يمزح معك في مكان _ على العادة _ والمقام مقام جِد.
- من مات فتغير وجهه إلى أحسن فيدل على أنه بُشر بالجنة:
& الأنسان إذا مات يتغير وجهه, لكن بعض الأموات كما حُدثنا يتغير وجهه إلى أحسن, وهذا بُشرى خيرٍ, فإنه يدل على أنه بُشِّر عند موته بالجنة, وما زال أثر البشارة على وجهه حتى خرجت روحه.
- مقاطعة المتكلم إذا كان في ذلك مصلحة:
& مقاطعة المتكلم إذا كان في ذلك مصلحة, فمثلاً لو رأيت أحداً يعظ في المسجد ورأيته يتكلم بأشياء غير صحيحة, فلك أن تقاطعه, وأن تتكلم بالحق, ولا يُقال إن هذا عدوان على المُتكلِّم لأن المقصود بهذا نصرة المتكلم بمنعه من أن يتكلم بباطل.
- العالم الذي عُرِفَ بنصر السنة إذا أخطأ فيجب أن يلتمس له العذر:
& إذا كان العالم قد عُرِفَ أنه ناصر للسنة قامع للبدعة حريص على إقامة الشريعة إذا أخطأ فإنه يجب أن يُلتمس له العذر, ونقول ليس هو أول من أخطأ في اجتهاده, ولا يجوز إطلاقاً أن نجعل من خطئه سُلماً للقدح فيه, هذا هو الواجب.
- المصائب تكون كفارةً, وتكون كفارةً وأجراً:
& اعلم أن المصائب وما يصيب الإنسان من هم أو غم أو غيره ينقسم إلى قسمين: الأول: يكون كفارة وهذا يحصل سواء للإنسان سواء احتسب الأجر أم لم يحتسب. الثاني: يكون كفارةً وأجراً, وذلك فيما احتسب الأجر من الله عز وجل.
ــــــــــ
& النقاب لا شك في جوازه لكن إذا رأينا توسع النساء فيه فلنا أن نمنعه...فإذا رأينا المرأة لا تقتصر على النقاب بل تفتح نقابين وتُوسعه حتى تُرى العين والجفن والحاجب والوجنتان, وأيضاً بعض النساء تكحل العين, فإننا حينئذ نمنعه.
- حفر الإنسان قبره قبل موته:
& لا يجوز للإنسان أن يحفر قبره في المقبرة المُسبلة لأمور: الأول: أن هذا ليس من هدى الصحابة رضي الله عنهم. الثاني: أن المقبرة المسبلة لمن سبق كالمساجد. الثالث أنه لا يعلم أنه سيموت في هذا المكان.
- إعداد الإنسان لكفنه قبل موته:
& من البدع أيضاً: إعداد الإنسان لكفنه قبل أن يموت, لأن الصحابة رضي الله عنهم ما فعلوه, وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله.
- من وُفّق لرحمة الخلق فإنه موفق لرحمة الخالق عز وجل:
& من وُفّق لرحمة الخلق فإنه موفق لرحمة الخالق عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم وإنما يرحم الله من عباده الرحماء. ولهذا ينبغي لك أن تُعوِّد قلبك على رحمة الخلق وأن تجعل ما في الخلق كأنما أصابك أنت أو أهلك فترحمهم وتقدر أحوالهم التي هم عليها
- البكاء:
& إذا أتى على الإنسان ما يُوجب البكاء فينبغي أن يبكى, لأن في البكاء تنفيساً عن النفس, وإذا لم يبكِ بقي مهموماً.
& قيل: ينبغي إذا بكي الصبي ألا تُسكته بل اتركه يقضي نهمته من البكاء, لكي لا يبقى في نفسه شيء من التحسر.
ـــــــــــــــــ
& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذكر أنه جمع " زوَّارات" باعتبار الزائرات, لا باعتبار الزيارة المكررة, ومن العلم في هذه المسألة فعليه بما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى[24/343] فإنه كتب كتابةً جيدةً لا تكاد تجدها في غيره.
- شق الجيوب ولطم الخدود عند المصائب:
& شقَّ الجيوب, ولطم الخدود, والدعاء بدعوى الجاهلية عند المصائب من كبائر الذنوب, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يتبرأ إلا من فاعل كبيرة.
- الصلاة التي تنسي المصائب:
& قوله تعالى: { ﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة﴾} أي استعينوا على المصائب بالصبر والصلاة لكن المراد حقيقةً الصلاة التي تكون صلة بين العبد وبين الله, بحيث يخشع قلبه,...فإنه بذلك ينسى المصيبة, أما الصلاة الحركية فقط فهذه لا تفيد الإنسان.
- البكاء عند المريض:
& البكاء عند المريض...يجب على الإنسان أن يتصبر وألا يظهر أنه يبكي, لأنه إذا فعل هذا فإن المريض سيزداد حزناً ومرضاً لأن المريض قد ضعفت نفسه...وكل شيء يُزعجه, والمقصود من عيادة المريض تقويته, وتسليته, وتوجيهه بما ينبغي أن يوجه إليه
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: