القتلة المشاركون في ذبح إخواننا

منذ 2011-09-11

إن القاتل هو من يقتلك نعــم, وأيضـــا من يمنعك ويعيقك عن الدفاع عن نفسك وإخوانك تجاه القاتلين هو أيضا قاتل مشارك...

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد..
إن القاتل هو من يقتلك نعــم، وأيضـــا من يمنعك ويعيقك عن الدفاع عن نفسك وإخوانك تجاه القاتلين هو أيضا قاتل مشارك.
أمتنا يعود لها العز والتمكين وينطلق جهادها الفاعل الشامل الذي يتحقق لها به النصر الكامل بإذن الله عندما تتمسك التمسك الحق بأوامر دينها.
وإن العجز الكبير المشين الحاصل في الأمة عن إنقاذ إخوانها الذين يذبحون أمام أعينها في شتى بقاع الأرض سببه الأساس ما حصل من إبعاد للأمة عن الالتزام بدينها في العديد من شؤون الحياة، وإلهاؤها بمعاص تؤخر تحقق التمكين لها وتؤخر انطلاقة أفرادها للجهاد.
ومن ضيع أخاً عن طريق إنقاذ أخيه كان مشاركا للقاتل في قتله، بل ربما كان أخطر من القاتل، لأن القاتل معروف شره بينما هذا يَخدع ويُؤمَنُ جانبه فيكون أشد خطرا وسوءا.

وإن أقوى سلاح يحقق لنا النصر هو تمسكنا بديننا وبعدنا عن المعاصي والذنوب، فمن ضيعنا وأبعدنا عن هذا السلاح الأساس كان هو أهم قاتل لنا، وكان هو من خاننا وتسبب في استمرار إسالة دمائنا.
إن من ألهى المسلمين وشباب الأمة بالغناء والأفلام والمسلسلات المحرمة والماجنة والمفسدة وشجعهم على ذلك بينما إخواننا يذبحون في شتى بقاع الأرض كان ممن قام بخيانة عظمى في حق دينه وأمته (شعر بذلك أو لم يشعر به، وقصد ذلك أو لم يقصده).
إن من ألهى الأمة وأبعدها عن سبيل الاستعداد للجهاد هو قاتل من أعظم القاتلين لنا.
إن من أخروا بهذا الإبعاد وغيره انطلاقة الجهاد في أمتنا هم أول المتسببين في واقعنا الذي عجزنا فيه هذا العجز الرهيب عن إنقاذ إخواننا، والذي جُعِلْنَا فيه نطلب ونرجو العون من أعداءٍ لنا، لهم أهدافهم السيئة والماكرة تجاه المسلمين.
إن من سهَّل انتشار ووجود المنكرات في شتى أماكن ودور المسلمين هو من أعظم القتلة الذين أضاعوا أمة الإسلام عن سبب تحقيق الحفظ والنصر.
وحتى عند فتح باب الجهاد وحصول العراك مع المعتدين فإن ظهور واستمرار المنكرات سيكون من أسباب تأخير النصر والتمكين وربما تغلب الأعداء علينا وتعرضنا لعقوبات إلا إذا أوقفت هذه الأمور المغضبة لله المانعة للخير والبركة والأمن والعز للمسلمين. بل إنني أعتقد اعتقادا كبيرا أن جهابذة أعداء الدين المخططين والماكرين بأمتنا من خلف الكواليس كما يقال يفرحون في دخولنا في حروب ونحــــــــن غير مستعدين بأهم أسباب نصرنا وحفظنا ليحصل علينا الدمار والشرور والنكبات.

إن هؤلاء القتلة المشاركون لا يتسببون فقط في استمرار ذبح إخواننا بل إنهم سيكونون سبباً في قتلنا نحن إن أتانا الدور من الأعداء المتربصين.
إن هؤلاء بلا شك يخدمون الأعداء، وكثيراً مما يقومون به هو تنفيذٌ لمخططات أعداء الدين أدركوا ذلك أو لم يدركوه.
إنهم بإبعادهم لنا عن صدق التمسك بديننا جعلونا عرضة لتحقق مكر وتمكين أعداء الدين علينا ونيلهم من أمتنا.
إن هؤلاء يتحملون الجزء الأهم والأكبر في مسؤولية استمرار إراقة دماء أمتنا التي تراق أودية وأنهارا في شتى بقاع العالم، لأنهم لو تركونا نتمسك حقاً بكل ما يأمر به ويقتضيه ديننا ولم يبعدونا عنه ويميعوا التزامنا به لعززنا وانتصرنا وأنقذنا إخواننا. ويصدق فيهم قول الشاعر أ.محمد الوقداني - رحمه الله - بل هم أشد مما قال فهم ليسوا فقط توانوا بل ضيعوا وأفسدوا وقتلوا وخدروا أمتنا بما يقومون به:

نحــنُ ساعدنا الأعـــــادي ... بالتوانــــــي والرقــــــــادِ
لو رأوا صفا قويــــــــــــاً ... مستعــــــــــداً للجهــــــاد
لأنابُـــــوا واستجابـــــــوا ... ثمَّ ثابـــــوا للرشــــــــــادِ
غيرَ أن الضـعف يُغـــــري ... كلَّ عــادٍ بالتمــــــــــادي



وقال الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - في كلمته الرائعة التي تكتب بمداد الذهب: "إن الدين بالنسبة لنا نحن المسلمين ليس ضماناً للآخرة فحسب إنه أضحـــــــى سيــــــــاج دنيانا وكهــــــــــف بقائنا".
ومن ثم فإنى أنظر إلى المستهينين بالدين في هذه الأيام على أنهم يرتكبون جريمة الخيانـــــة العظمـى، إنهم - دروا أو لم يدروا - يساعدون الصهيونية والاستعمار على ضياع (بلداننا) وشرفنا ويومنا و غدنا.. فــــارق خطيــــــر بين عرب الأمس وعرب اليوم. الأولـــــــون لما أخطؤوا عرفوا طريق التوبة، فأصلحـــــــــــــوا شأنهم، واستأنفوا كفاحهـــم، وطردوا عــدوهم .

نسأل الله العظيم أن يوقظنا وكل من في مجتمعاتنا من الغفلات، وأن يعيدنا إلى طريق الفلاح والحفظ والعز والنصر، لنكون جميعا ممن ينقذون أمتنا لا ممن يكون سببا في استمرار ذبحها ومأساتها.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال:27].
وقال عزّ وجل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105].