بركة البكور..
عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : ««بورك لأمتي في بكورها»»
عن صخر بن وداعة رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : ««بورك لأمتي في بكورها»»
قال: «وكان إذا بعث سرية أو جيشا ، بعثهم أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا ، وكان إذا بعث تجارة بعثها أول النهار ، فأثرى وكثر ماله»
[رواه أبو داود والترمذي] .
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين عند شرح هذا الحديث: لكن وللأسف أكثرُنا اليوم ينامون في أول النهار ولا يستيقظون إلا في الضحى فيفوت عليهم أول النهار الذي فيه بركة.
قال بعض السلف : "يومك مثل جملك إن أمسكت أوله تبعك آخره" - أي إذا حفظتَ أول اليوم فإنَّ بقية اليوم يحفظ لك
يقول بعض العلماء كلامًا لطيفًا في هذا الباب :
"أول اليوم شبابه وآخر اليوم شيخوخته ومن شبَّ على شيءٍ شابَ عليه" فإذا شبَّ الإنسان في أول اليوم على الذِّكر بقي اليوم محفوظًا.
قال الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} {آل عمران:41}
وأما الإبكار فإنه مصدر من قول القائل: أبكَرَ فلان في حاجة فهو يُبْكِر إبكارًا، وذلك إذا خرج فيها من بين مطلع الفجر إلى وقت الضُّحى فذلك إبكار، يقال فيه: أَبكَرَ فلان وبَكَرَ يَبكُر بُكورًا.
جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود أن النبي ﷺ أخذ يُسبِّح الله -تبارك وتعالى- حتى طلعت الشمس، فلما طلعت قال: "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا"
قال: "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا" مع أنه في أول اليوم
لكن لما يَسَّر الله له حفظ أول اليوم قال: "الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا" مع أنه في أول اليوم وفي بدايته!
♦️ وهذا فيه شاهد إلى أنَّ العبد إذا حفظ أول اليوم بالذكر والطاعة سَلِم له يومه كاملا
بركة البكور لشيخ عبد الرزاق البدر من شرح الأدب المفرد / ش88
◼️ ذكر ابن القيم - رحمه الله - : أنهم إذا كانوا في سفر في الليل ، وأخذ بهم التعب مأخذًا شديدًا وصلَّوا الفجر لا ينامون ، مع شدة التعب لا ينامون حتى تطلع الشمس ، رغبةً في عدم تفويت بركة هذا الوقت على أنفسهم
فيبقون ذاكرين لله عز وجل ، مستغفرين ، حامدين شاكرين ، إلى أن تطلع الشمس ، ثم ينامون لما هُم عليه من تعب ونصب بسبب السفر والجهد الذي هم عليه.
المصدر السابق
◼️ مَن قام في البُكور وصلَّى الفجرَ فهو في ذِمَّة الله، وكفَى بها نِعمة؛ قال النبي ﷺ :
«(مَن صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّةِ اللهِ)»
رواه مسلم (675)
- التصنيف: