فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (10)

منذ 2023-04-09

بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله,  وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب الاقتصاد في الطاعة, والمحافظة على الأعمال, والأمر بالمحافظة على السنة, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • الاقتصاد في الطاعة وفي جميع الأحوال:

& الاقتصاد هو أن يكون الإنسان وسطاً بين الغلو والتفريط, لأن هذا المطلوب من الإنسان في جميع أحواله أن يكون دائراً في وسط بين الغلو والتفريط...وهكذا الطاعة ينبغي أن تقتصد فيها بل يجب عليك أن تقتصد فيها فلا تكلف نفسك ما لا تطيق.

& ينبغي للإنسان...أن يقتصد في جميع أموره, لأنه إن قصّر فاته خير كثير, وإن شدد فإنه سوف يكلّ ويعجز ويرجع, ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون في أعماله كلها مقتصداً.

  • المداومة على العمل وإن قلّ:

& ذكرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب الدين إليه أدومه, أي ما داوم عليه صاحبه, يعني أن العمل وإن قلّ إذا داومت عليه, كان ذلك أحسن لك, لأنك تفعل العمل براحة, وتتركه وأنت ترغب فيه, لا تتركه وأنت تملّ منه.

& المحافظة على الطاعة دليل على الرغبة فيها,...فإذا حافظ الإنسان على عبادته واستمر عليها كان هذا دليلاً على محبته وعلى رغبته في الخير.

  • " طه " ليس اسماً للنبي عليه الصلاة والسلام:

& ( طه ) هذه حرفان من حروف الهجاء...وليست اسماً من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم, كما زعمه بعضهم.

  • المتنطعون:

& المتنطعون: هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية.  

& بعض المرضى ولا سيما في رمضان...الله قد أباح له الفطر وهو مريض ويحتاج إلى الأكل والشراب, ولكنه يشدد على نفسه فيبقى صائماً, فهذا أيضاً نقول إنه ينطبق عليه الحديث: (( «هلك المتنطعون» ))

& ما يفعله بعض المتشددين في الوضوء حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر وهو في عافية من ذلك...فإذا استرسل مع هذا الوساوس ما كفاه أربع أو خمس ولا ست...فيسترسل معه الشيطان حتى يخرج من طوره.

& البعض يتعب تعباً عظيماً عند الاغتسال في إدخال الماء في أذنيه وفي إدخال الماء في منخريه وكل هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام( «هلك المتنطعون» ...) فكل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث.

  • محبة الله عز وجل:  

& اعلم بقدر تخلفك عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون نقص محبتك لله

& لن يحبك الله إلا إذا أتيت ما يحب, فليس الشأن أن يقول الشخص أنا أحبّ الله ولكن الشأن كل الشأن أن يكون الله عز وجل يحبه. نسأل الله أن نكون من أحبابه

& إذا أحب الله الشخص, يسّر الله أموره دينه ودنياه....فيحبه أهل الأرض, ويقبلونه, ويكون إماماً لهم.

ــــــــــــــــ

  • الذين يردون السنة, ويقولون لا نقبل إلا القرآن:

& وجد من الملاحدة من يقول: لا نقبل السنة, لا نقبل إلا القرآن, والحقيقة أنهم كذبة, فإنهم لم يقبلوا لا السنة ولا القرآن, لأن القرآن يدل على وجوب اتباع السنة, وإن ما جاء في السنة كالذي جاء في القرآن.

& إذا ردّ شيئاً من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام, فربما يقع في قلبه شيء من الزيف فيهلك, يهلك ليس هلاكاً بدنياً بل هلاكاً دينياً, والهلاك الديني أشدّ من الهلاك البدني...الهلاك الديني خسارة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

  • الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم:

& يجب علينا...أن نُمسك عما شجر بين الصحابة, وألا نخوض فيه, وألا نتكلم فيه لأنه كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: هذه دماء طهر الله سيوفنا منها, فيجب أن نطهر ألسنتنا منها. وصدق رضي الله عنه.

& ما فائدة أن ننبش عما جرى بين علي بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنهما, أو بين علي ومعاوية من الحروب التي مضت وانقضت, ذكر هذه الحروب وتذكرها لا يزيدنا إلا ضلالاً, لأننا في هذه الحال نحقد على بعض الصحابة, ونغلو في بعض.

& مذهب أهل السنة والجماعة أن نسكت عما شجر بين الصحابة فلا نتكلم فيه, نعرض بقلوبنا وألسنتنا عما جرى بينهم, ونقول كلهم مجتهدون, المصيب له أجران, والمخطئ منهم له أجر واحد.

& الصحابة رضي الله عنهم...نحبهم كلهم, ونسأل الله أن يميتنا على حبهم...ونقول ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

ـــــــــــــــــــ

  • الإسلام لا يتغير باختلاف الأزمان أو الأماكن.

& بعض الناس يظنون أن الرجوع إلى الإسلام الذي كان في صدر هذه الأمة لا يتناسب مع الوقت الحاضر والعياذ بالله, ولم يعلم هؤلاء أن الإسلام حاكم وليس محكوماً عليه وأن الإسلام لا يتغير باختلاف الأزمان أو الأماكن الإسلام هو الإسلام

  • الشريعة الإسلامية عامة في كل شيء ليست خاصة بالعبادة:

& كثير من الجهلة يظنون أن الشريعة خاصة بالعبادة التي بينك وبين الله عز وجل فقط, أو في الأحوال الشخصية من نكاح أو ميراث وما يشبه ذلك, وهم أخطأوا في هذا الظن, الشريعة عامة في كل شيء.

& أطول آية في كتاب الله...آية الدين ﴿ {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين} ... [البقرة:282] كلها في المعاملات, فكيف نقول إن الشرع الإسلامي خاص بالعبادة أو بالأحوال الشخصية, هذا جهل وضلال, وإن كان عن عمد فهو ضلال واستكبار

  • من مُدّ له في العمر رأى التغير العظيم في الناس:

& الذين عمّروا منا يجدون الاختلاف العظيم بين أول حياتهم وآخر حياتهم, فمن عاش ومُدّ له في العمر رأى التغير العظيم في الناس, رأى التغير لأنه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (( من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً.))  

  • لزوم سنة الرسول علية الصلاة والسلام عند الاختلاف:

& حثّ النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الاختلاف على لزوم سنة واحدة فقال: (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ )) فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عندما نرى هذا الاختلاف أن نلزم سنته.

& سنته...هي طريقته التي يمشي عليها: عقيدة, وخلقاً, وعملاً, وعبادة وغير ذلك.

ــــــــــــــــــ

  • تحكيم القوانين:

& من استبدل شريعة الله بغيرها من القوانين فإنه يكفر ولو صام وصلى.

& الذين يحكمون القوانين الآن, ويتركون وراءهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليسوا بمؤمنين.

  • كل بدعة مهما استحسنها مُبتدعها فإنه ضلالة:

& قوله صلى الله عليه وسلم: (( كل بدعة ضلالة)) عام, وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الحق عليه الصلاة والسلام, وهو كلام واضح, كل بدعة مهما استحسنها مُبتدعها فإنه ضلالة والله الموفق.

  • تذكر نار الآخرة عند رؤية نار الدنيا:

& قوله تعالى: ﴿نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين﴾ تذكرة يتذكر الإنسان بها جهنم...حتى إن بعض السلف كان إذا هم بمعصية ذهب إلى النار ووضع أصبعه عليها يعني يقول لنفسه أذكري هذه الحرارة حتى لا تتجرأ نفسه على المعصية.

  • لعق الصحفة ولعق الأصابع:

&من آداب الأكل...أن الإنسان إذا فرغ من أكله فإنه يلعق الصحفة ويلعق أصابه يعني يلحسها حتى لا يبقى فيها أثر الطعام...فهذا أدبان الأول لعق الصحفة والثاني لعق الأصابع والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر أمته إلا بشيء إلا وفيه الخير

& قال الأطباء: إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم, لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم

  • متفرقات:

& المنافق والعياذ بالله إذا دعي إلى الله ورسوله أعرض وصدّ.

ــــــــــــــ

& علينا أن ندعو عباد الله إلى دين الله, وأن نرغبهم فيه, وأن نبينه لهم, ثم إن اهتدوا فلنا ولهم, وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم.

& ما خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال الخلفاء, فإنه يُعتذر عنه ولا يحتج به, ولا يُجعل حجة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

& الذي يسخر بالناس جاهل معتد عليهم.

                  كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ